٣٩٥ ـ وإنّ حراما أن أسبّ مجاشعا |
|
بآبائي الشّمّ الكرام الخضارم |
وأجاز سيبويه إن قريبا منك زيد.
(ص) وإن قصد إيجاب خبر ما قرن بإلا إن قبل ، ولو قرن بتنفيس أو قد أو لم خلافا للفراء ، لا زال وإخوته ، ولا يكون اسم هذه نكرة ، وثالثها يجوز مع الماضي ويكثر في ليس ، وكان بعد نفي وشبهه.
(ش) فيه مسألتان :
الأولى : إذا قصد إيجاب خبر منفي أيا كان وقرن بإلا إن قبل ذلك نحو : ما كان زيد إلا قائما ، وليس زيد إلا قائما ، وسواء هذا الباب وغيره نحو : ما ظننت زيدا إلا قائما ، فإن لم يقبل ذلك بأن كان الخبر لا يستعمل إلا منفيا لم يجز دخول إلا عليه نحو : ما كان مثلك إلا أحدا ، وما كان زيد إلا زائلا ضاحكا ، وكذلك لا تدخل على خبر زال وإخوته ؛ لأن نفيها إيجاب ، فإن قولك : ما زال زيد عالما فيه إثبات العلم لزيد ، فهو كقولك : كان زيد عالما ، وهذا لا يدخل عليه إلا فكذلك ذاك ، وأما قول ذي الرمة :
٣٩٦ ـ حراجيج لا تنفكّ إلا مناخة |
|
على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا |
فقيل : خطأ منه ، ولهذا لم يحتج الأصمعي بشعره لكثرة ملازمته الحاضرة فسد كلامه ، وقيل : مؤول على زيادة إلا ، أو تمام ينفك ومناخة حال ، ولا يجوز دخول إلا على خبر مقرون.
الثانية : يكثر وقوع اسم ليس نكرة محضة ؛ لأن فيها معنى النفي المسوغ للابتداء بالنكرة ، كقوله :
٣٩٧ ـ كم قد رأيت وليس شيء باقيا |
|
من زائر طيف الهوى ومزور |
ويشاركه في ذلك كان بعد نفي أو شبهه كقوله :
__________________
٣٩٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ٣٠٠ ، والخزانة ٩ / ٢٨٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٩١ ، والمقتضب ٤ / ٧٤ ، وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه ١ / ٤٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٢٣.
٣٩٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٤١٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٧٠ ، والخزانة ٩ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٥٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢١٩ ، وشرح المفضل ٧ / ١٠٦ ، والكتاب ٣ / ٤٨ ، واللسان ، مادة (فكك) ، والمحتسب ١ / ٣٢٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٢١.
٣٩٧ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٣١٩.