استعملت تامة اكتفت بالمرفوع ، فتكون كان بمعنى ثبت : كان الله ولا شيء معه ، وحدث نحو :
٣٧٧ ـ إذا كان الشّتاء فأدفئوني
وحضر نحو : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠] ، ووقع نحو : ما شاء الله كان ، وكفل وغزل يقال : كنت الصبي كفلته ، وكنت الصوف غزلته ، وأصبح وأضحى وأمسى بمعنى دخل في الصباح والضحى والمساء كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم : ١٧] ، وقول الشاعر :
٣٧٨ ـ ومن فعلاتي أنّني حسن القرى |
|
إذا اللّيلة الشّهباء أضحى جليدها |
وظل بمعنى دام أو طال أو أقام نهارا ، وبات بمعنى أقام ليلا ، أو نزل بالقوم ليلا ، وصار بمعنى رجع نحو : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) [الشورى : ٥٣] ، وضم وقطع نحو :(فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) [البقرة : ٢٦٠] ، ودام بمعنى بقي نحو : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [هود : ١٠٨] ، وانفك بمعنى خلص أو انفصل نحو : انفك الأسير أو الخاتم ، وبرح بمعنى ذهب أو ظهر ، وبالمعنيين فسر قولهم : برح الخفاء ، وونى بمعنى فتر وضعف ، ورام بمعنى ذهب وفارق ، وذكر ابن مالك أن فتأ المفتوحة تأتي تامة بمعنى كسر أو أطفأ ، حكى الفراء فتأته عن الأمر كسرته والنار أطفأتها ، [قال أبو حيان : وهذا وهم وتصحيف إنما ذاك بالثاء المثلثة كما في «الصحاح» و «المحكم»] ، وقد اختلف في كان الشأنية ، فالجمهور على أنها من أقسام الناقصة ، وذهب صاحب «البديع» إلى أنها من أقسام التامة ، وذهب أبو القاسم بن الأبرش إلى أنها قسم برأسها.
(ص) وحذف أخبارها ؛ لقرينة ضرورة ، وثالثها إلا ليس ولو دونها.
(ش) قال أبو حيان : نص أصحابنا على أنه لا يجوز حذف اسم كان وأخواتها ، ولا
__________________
٣٧٧ ـ البيت من الوافر ، وهو للربيع بن ضبع في الأزهية ص ١٨٤ ، وتخليص الشواهد ص ٢٤٢ ، والحماسة البصرية ٢ / ٣٨٠ ، وحماسة البحتري ص ٢٠٢ ، والخزانة ٧ / ٢٨١ ، والسمط ص ٨٠٣ ، وعمدة الحفاظ ٣ / ٢٠٠ ، ومجالس ثعلب ص ٢٧٥ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٣٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٥٨ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٢٥٢ ، مادة (شتو) ، واللسان ، مادة (كون) في نسخة (يهدمه) بدلا من (بهدمه) ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٣.
٣٧٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لعبد الواسع بن أسامة في شرح المفصل ٧ / ١٠٣ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٢٩٥ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٥ ، ٢٣٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣١.