حذف خبرها لا اختصارا ولا اقتصارا ، أما الاسم فلأنه مشبه بالفاعل ، وأما الخبر فكان قياسه جواز الحذف ؛ لأنه إن روعي أصله وهو خبر المبتدأ فإنه يجوز حذفه ، أو ما آل إليه من شبهه بالمفعول ، فكذلك لكنه صار عندهم عوضا من المصدر ؛ لأنه في معناها ؛ إذ القيام مثلا كون من أكوان زيد ، والأعراض لا يجوز حذفها ، قالوا : وقد تحذف في الضرورة كقوله :
٣٧٩ ـ رماني بأمر كنت منه ووالدي |
|
بريئا ومن أجل الطّويّ رماني |
وقوله :
٣٨٠ ـ لهفي عليك للهفة من خائف |
|
يبغي جوارك حين ليس مجير |
أي : ليس في الدنيا ، وكنت بريئا ، ومن النحويين من أجاز حذفه لقرينة اختيارا ، وفصل ابن مالك فمنعه في الجميع إلا ليس ، فأجاز حذف خبرها اختيارا ولو بلا قرينة إذا كان اسمها نكرة عامة ، تشبيها ب : لا ، كقولهم فيما حكاه سيبويه : ليس أحد ، أي : هنا ، وقوله :
٣٨١ ـ فأمّا الجود منك فليس جود
وقوله :
٣٨٢ ـ يئستم وخلتم أنّه ليس ناصر |
|
فبوّئتم من نصرنا خير معقل |
وما قاله ابن مالك ذهب إليه الفراء وقال : يجوز في ليس خاصة أن يقول : ليس أحد ؛ لأن الكلام قد يتوهم تمامه بليس ، أو نكرة كقوله : ما من أحد.
__________________
٣٧٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن أحمر في ديوانه ص ١٨٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٤٩ ، والكتاب ١ / ٧٥ ، وله أو للأزرق بن طرفة بن العمّرد الفراصي في اللسان ، مادة (جول) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠١٩.
٣٨٠ ـ البيت من الكامل ، وهو للشمردل بن عبد الله الليثي في شرح التصريح ١ / ٢٠٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٢٧ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٠٣ ، وللتيمي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٩٥٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ٨٢ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٨٧ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٥ ، وشرح الأشموني ١ / ١٢٦ ، ١ / ٢٥٦ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٣١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٩١.
٣٨١ ـ البيت من الوافر ، وهو لعبد الرحمن بن حسان في ديوانه ص ٢١ ، والكتاب ١ / ٣٨٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٢١ ، وفي نسخة «خبرينا» بدلا من «نبئينا».
٣٨٢ ـ البيت من الطويل ، وتفرد بروايته السيوطي ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٨٧.