(ص) وتدل على الحدث ، خلافا لقوم ، ولا تنصبه على الأصح ، وقيل : لم يلفظ به وفي الظرف والحال ، خلاف مرتب.
(ش) اختلف في دلالة هذه الأفعال على الحدث فمنعه قوم منهم المبرد وابن السراج والفارسي وابن جني وابن برهان والجرجاني والشلوبين ، والمشهور والمتصور أنها تدل عليه كالزمان كسائر الأفعال ، وذهب ابن خروف وابن عصفور إلى أنها مشتقة من أحداث لم ينطق بها ، وقد تقرر من كلام العرب أنهم يستعملون الفروع ولا تكون من الأصول ، ورد هذا والأول بالسماع قال :
٣٧٠ ـ وكونك إيّاه عليك يسير
وحكى أبو زيد مصدر فتئ ، وحكى غيره ظللت أفعل كذا ظلولا ، وبت أفعل كذا بيتوتة ، ومن كلام العرب : كونك مطيعا مع الفقر خير من كونك عاصيا مع الغنى ، ويبنى الأمر واسم الفاعل منهما ، ولا يبنيان من الزمان ، ويبنى على هذا الخلاف عملها في الظرف والجار والمجرور ، فمن قال بدلالتها على الحدث أجاز عملها فيه ، ولذا علق بعضهم المجرور في قوله : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً) [يونس : ٢] بكان ، ومن قال : لا يدل عليه منعه ، وقد صرح الفارسي بأنها لا يتعلق بها حرف جر ، ثم قال : وفي عملها في ظرف الزمان نظر ، انتهى.
وحكى أبو حيان الخلاف الذي في عملها في الظرف والمجرور في عملها في الحال ، فمن منعه قال : لأنه لا استدعاء لها للحال ، والعامل مستدع ، ومن جوزه قال : الحال يعمل في هذا ، وليس فعلا فكان أولى ، أما نصبها المصدر فالأصح منعه على القول بإثباته لها ؛ لأنهم عوضوا عن النطق به الخبر ، وأجازه السيرافي وطائفة فيقال : كان زيد قائما كونا.
(ص) وتعدد خبرها كما مر ، وأولى بالمنع.
(ش) في تعدد خبر كان الخلاف في تعدد خبر المبتدأ ، والمنع هنا أولى ولهذا قال به بعض من جوزه هناك كابن درستويه وابن أبي الربيع ، ووجهه أن هذه الأفعال شبهت بما
__________________
٣٧٠ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٢٣٩ ، وتخليص الشواهد ص ٢٣٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٢ ، ٢٣١ ، وشرح التصريح ١ / ١٨٧ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٥ ، وشفاء العليل ص ٣٠٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٩٤.