يتعدى إلى واحد فلا يزاد على ذلك ، والمجوزون قالوا : هو في الأصل خبر مبتدأ فإذا جاز تعدده مع العامل الأضعف وهو الابتداء فمع الأقوى أولى.
(ص) وترد الخمسة الأول ، قيل : وبات كصار ، خلافا للكزة في ظل.
(ش) ترد كان وأصبح وأضحى وأمسى وظل بمعنى صار ، فلا يقع الماضي خبرا لها كما تقدم كقوله تعالى : (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) [الواقعة : ٥ ـ ٧] ، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣] ، (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) [النحل : ٥٨] ، وقول الشاعر :
٣٧١ ـ ثم أضحوا كأنّهم ورق جف |
|
ف فألوت به الصّبا والدّبور |
وقوله :
٣٧٢ ـ أمست خلاء
وزعم لكزة الأصبهاني والبهاباذي شارح اللمع أن ظل لا تأتي بمعنى صار ، بل لا يستعمل إلا في فعل النهار ، وقال بعضهم : هو مشتق من الظل فلا يستعمل إلا في الوقت الذي للشمس فيه ظل ، وهو ما بين طلوعها وغروبها ، وزعم الزمخشري أن بات يأتي بمعنى صار ، قال ابن مالك : وليس بصحيح ؛ لعدم شاهد على ذلك مع التتبع والاستقراء.
وجعل منه بعض المتأخرين : «فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده» (١) ، وضعف بإمكان حمله على المعنى المجمع عليه وهو الدلالة على ثبوت مضمون الجملة ليلا ، قال : ومن أحسن ما يحتج به له قوله :
__________________
٣٧١ ـ البيت من الخفيف ، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص ٩٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٧٠ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٤ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١١١ ، ٢٣٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١١ ، وعمدة الحافظ ٣ / ٤٣٨ ، مادة (كون) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٨٣.
٣٧٢ ـ البيت من البسيط ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٦ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٥٧ ، والخزانة ٤ / ٥ ، واللسان ، مادة (لبد ، خنا) ، وعمدة الحفاظ ، مادة (لبد ، مسي) ، والحيوان ٦ / ٣٢٥ ، ٧ / ٥١ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١١١ ، ٢٣٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١٠ ، وشرح قطر الندى ص ١٣٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٤٨.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الوضوء ، باب الاستجمار وترا (١٦٢) ، ومسلم ، كتاب الطهارة ، باب كراهة غمس المتوضىء وغيره يده المشكوك (٢٧٨).