جاء في الأثر في تفسير هذه الاية الكريمة عن يعقوب الأحمر قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال : إنّ الله عزّ وجلّ نعى الى نبيّه صلّى الله عليه وآله نفسه فقال : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ» وقال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ، ثم انشأ يحدث فقال : إنّه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد ، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام ، قال : فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيقال : من بقي؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول : يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل ، فيقال له : قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا ، فيقول الملائكة عند ذلك : يا ربّ رسوليك وأمينيك؟ فيقول : إنّى قد قضيت على كلّ نفس فيها الروح الموت ، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ فيقال له : من بقي؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول : يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش ، فيقال : قل لحملة العرش فليموتوا ، قال : ثم يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال له : من بقي؟ ـ وهو أعلم ـ فيقول : يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت ، فيقال له : مت يا ملك الموت فيموت ، ثم يأخذ الأرض والسماوات بيمينه ويقول : أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟ أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر؟ (١)
[١٧] ثم يبيّن القرآن أنّ كون الملك للواحد القهار لا يعني أنّه يجور على الناس ، تعالى ربّنا عن الظلم والحيف ، إنّما يحاسبهم على أساس المقاييس العادلة التي جاءت ببيانها رسالات الأنبياء.
(الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ / ص ٥١٦.