الْعَذابِ) (١) والفرح المنهيّ عنه هو حالة الإشباع التي تؤدّي الى الغرور أو نفي المسؤولية والوصول الى الكمال. وهذا الشعور يوقف مسيرة التقدّم عند الإنسان ، وعلى العكس من ذلك لو أشعر نفسه بأنّ أمامه مسئوليّات أخرى لم يؤدّها ، فإنه يستشعر الحزن في نفسه لاعتقاده بالتقصير في عمله.
وهكذا أوصانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حين قال :
«واعلموا عباد الله! إنّ المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلّا ونفسه ظنون عنده ، فلا يزال زاريا عليها ، ومستزيدا لها ، فكونوا كالسابقين قبلكم ، والماضين أمامكم ، قوّضوا من الدنيا تقويض الراحل ، وطووها طيّ المنازل» (٢)
وأوصى الإمام الكاظم بعض ولده بذلك قائلا :
«يا بنيّ عليك بالجد ، لا تخرجنّ نفسك عن حدّ التقصير في عبادة الله وطاعته فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته» (٣)
وهناك جانب آخر من طبيعة البشر هو اليأس عند المصيبة والابتلاء ، حيث ينسى نعم الله عليه بسبب مصيبة يتعرّض لها في حياته ، ممّا يدلّ على مدى ضعفه.
ولماذا يكفر بالنعم؟ لأنّه فقد بعض المال أو أصابه شيء من المرض ، أفلا فكّر في سائر نعم الله التي لا يزال يتقلّب فيها ، ألا تذكر أيّام الرخاء والراحة عند ما كان يفرح بالنعم ويحسب أنّها دائمة لا تزول عنه أبدا؟!
بلى. ينبغي أن يركّز المبتلى نظره في سائر نعم الله عليه ، فيستعيد شخصيّته ،
__________________
(١) آل عمران / (١٨٨) .
(٢) موسوعة بحار الأنوار / ج (٦٨) ص (٢٣١) .
(٣) المصدر / ص (٢٣٥) .