فيهما أنواعا لا تحصى من المخلوقات المتحرّكة ، وحين يشاء يجمعهم بقدرته.
(ورزق الإنسان كما سائر جوانب حياته يخضع لسعيه ونوعية عمله) وما أصاب أحدا من مصيبة فبما كسبته يداه ، بينما يعفو عن كثير (فلو عاجلهم بذنوبهم لأفناهم جميعا) .
ولا أحد يقدر على منع الكوارث عن نفسه إذا أراد الله أن يأخذه بذنوبه ، ولا أحد يدافع عنه أو ينصره من دون الله.
وإنّ قدرة الله محيطة بالبشر ، فإذا ركبوا في البحر وجرت الرياح بهم الى أعالي البحار أرأيت لو شاء الله وأسكن الريح أليس تبقى سفنهم هنالك دون حراك؟! (إنّما يعي هذه الحقيقة الذي يتعالى عن ضغط النقمة وإغراء النعمة أي) الصبّار الشكور.
والله قادر على أن يهلك الناس بسفنهم في عرض البحر بسبب ذنوبهم ، ولكنّه يعفو عن كثير من خطاياهم.
(إذا لماذا الجدال في أمر الله وتحدّي أحكامه؟) .
إنّ كلّ ذلك يكفي آية لهؤلاء المجادلين في آيات الله أنّهم لا يملكون عن ربّهم مهربا.
(ثم لماذا الحرص على الدنيا والصراع من أجلها وهي لا تسوى شيئا؟!) فما أوتيتم من شيء ليس سوى متاع الحياة الدنيا التي لو قيست بالآخرة لم تكن شيئا ، لأنّ الآخرة أفضل وأبقى للذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون (فينزعون جلباب الكبر ، ويتعالون على الحرص ، ولا يثيرون الخلاف من أجل الدنيا) .