الأجل عن الإنسان ، وفي الحديث قال الإمام علي (ع) :
«ما أنزل الموت حقّ منزلته من عدّ غدا من أجله» (١)
[١٨] ولو تدبّر الإنسان في الساعة أصلح نفسه ، بينما لا تعني شيئا بالنسبة للآخر الضّال ، بل يزداد بسبب ذكر الآخرة ضلالا ، لأنّه لا يعي حقيقة الساعة.
(يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ)
فترتعد فرائصهم من خوف هولها ، بينما تتعمّق عقيدتهم في الحق وبصيرتهم في الحياة بذكرها ، والخشية ميزان العقل ففي وصفه للمتقين يؤكّد الإمام علي (ع) على عمق خوفهم من الله إذ يقول :
«وإذ مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم ، فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم ، وأطراف أقدامهم ، يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم»
هذا عن بعض حالهم في الليل.
«وأمّا النهار فحلماء علماء ، أبرار أتقياء ، قد براهم الخوف بري القداح ، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى ، وما بالقوم من مرض ، ويقول : لقد خولطوا» (٢)
هذا هو حال المؤمنين ، وهذا هو خوفهم من الساعة ، وهو يكفي لنا مقياسا لمعرفة
__________________
(١) المصدر / ج (٦) ص (١٣٠) .
(٢) نهج / خطبة (١٩٣) ص (٣٠٤) .