يزينون لهم سوء أعمالهم ، حتى لا يهتدوا أبدا.
ذلك لأنّهم تركوا الاعتصام بحبل الله المتين ، وقالوا لبعضهم : لا تسمعوا لهذا القرآن ، والغوا فيه (بإحداث أصوات مزعجة) لكي لا يسمعه الآخرون فتغلبون الرسالة.
(وحين يفرغ القلب من ذكر الله تهجم عليه الشياطين) ، وهكذا يذيق الله الذين كفروا عذابا شديدا ، ويجزيهم أسوء عمل عملوه (حين تتمثّل السيئات بألوان من العذاب) وذلك جزاؤهم بما عادوا ربّهم أنّهم يدخلون النار خالدين فيها ، لأنّهم جحدوا بآيات الله (بعد أن استيقنتها أنفسهم) .
وفي الدنيا تراهم يطيعون قرناء السوء من الجن والإنس ، بينما هم في الآخرة يبحثون عنهم ليجعلوهم تحت أقدامهم ليكونوا من الأسفلين (لشدة غضبهم عليهم وبرائتهم منهم) .
بينات من الآيات :
[٢٢] لم يكن الكافرون يخافون ـ حين عصيانهم ـ من شهادة سمعهم وأبصارهم وجلودهم عليهم ، بل إنّهم لم يكونوا يتصوّرون شهادتها عليهم ، إذ كيف تشهد عليهم هذه العين المطيعة لأوامرهم ، وتلك الأذن والجلود التي راعوها وحافظوا عليها؟! بلى.
إنّها لن تسمع أوامرهم في الآخرة ، بل وستشهد عليهم شهادة الحق.
ثم إنّهم حتى ولو عرفوا في الدنيا بشهادة الجوارح عليهم لا يقدرون على التخلّص من رقابتها ، لأنّ الإنسان يتمكن من ستر أعماله وحجب تصرفاته حتى عن أمّه وأبيه ، ولكن كيف يسترها عن عينه أو يده أو جلده؟