ان قضية السير في الأرض لا يمكن ان تدرس في الغرفة المغلقة ، وانما على الطبيعة. ينقّب الإنسان عن الآثار ، ويبحث في الطبقات ، ويدرس الحفريات ، حتى يفهم كيف ابتدع الله الخلق ابتداعا.
وكل واحد قادر على ان يلاحظ تطورات الحياة ، من خلال سيره في الأرض ، بأعين مفتوحة ، وقلب واع ، وضمير يقظ.
(ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ)
إذا عرفنا ان الخليقة لم تكن ثم كانت ، وان تحريكها يتم بصورة غيبية (اي بتدخل قوة خارجية في الكون) نعرف بان الله هو الذي خلقها ، ونعرف ان الذي خلقها قادر على ان يعيدها بعد ان يميتها وآنئذ نؤمن.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
لأنه يقلب الحياة خلقا بعد خلق ، ونشأة بعد نشأة.
[٢١] (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ)
لأنه هو المالك المتصرف ، ولا أحد يستطيع الاعتراض على مالكيته ـ شاء أم أبى ـ فهو الذي خلق ، ووهب الحياة ، وأهدى الوجود ، ورزق الكائنات ، فان عذب فبعدله ، وان رحم فبعفوه وتجاوزه.
(وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ)
الى الله المآب والمرجع.
[٢٢] (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ)