خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ)
تعالى معي وانا أتحمل عنك تبعات عملك. انه منطق مرفوض قرآنيا ، وهل يعمل الإنسان عملا دون ان يسأل عنه ويحاسب عليه؟! انك ستحاسب عليه يوم القيامة مع من أغواك ، ويتبرأ منك.
[١٣] (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ)
كل مخطئ يتحمل خطاياه بقدر عمله ونيته ، ويحمل مع أوزاره أوزار من تبعوه.
ان كل خطيئة تتحول يوم القيامة الى غلّ يناط بعنق المذنب ، فكم سيحمل الجاني المضلل من أغلال يوم القيامة؟!
من يظلم إنسانا ، أو لا يعطي حقّا من حقوق الله كالزكاة أو الخمس ، أو يغتصب أرضا فان ذلك يتحول الى ثقل يحمله على ظهره يوم القيامة. وفي الحديث : روى الطبرسي عن رسول الله (ص) انه قال :
«ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا جعل في عنقه شجاع يوم القيامة» (٤)
ثم يذكرنا الرب ـ مرة أخرى ـ بقصة نوح فإبراهيم ، ويعود السؤال الى أذهاننا : لماذا هذا التكرار؟ ونقول : ان الحوادث التي خلّدها القرآن كانت ذات أهمية قصوى ، فليست حادثة الطوفان ، أو مجمل قصص إبراهيم وسائر المسلمين هيّنة نسمعها مرة ونمضي عنها ، لا بد أن تحفر في قلوبنا ، وتتحول الى وعي ايماني عميق ، يسمو بالبشرية أبدا الى التّكامل المعنوي ، وهكذا يكرر الذكر هذه الظواهر المرة تلو
__________________
(٤) شجاع بضم الشين وكسرها : ضرب من الحيات. بحار الأنوار ج (٧) ص (١٤١) الحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.