(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
وذلك ل :
١ ـ لان نفس الإنسان لا ترتاح على نمط واحد ، بينما التنوع يرضيها ويبعثها على الشكر.
٢ ـ الذي يعمل بالنهار وينام بالليل يحصل على وقت للتفكير في إنجازاته فيرتاح ، وللتفكير في مستقبله فيخطط له ، وحينما يأتي لعمله في النهار يكون قد أخذ قسطا من الراحة والاستعداد لبذل جهد ونشاط أفضل.
٣ ـ ثم ان هدف المؤمن من الحياة أسمى من الماديات ، فهو من وراء النعم يسعى للشكر ، لذلك تراه في حالة من الرضى والاطمئنان مهما كانت الظروف معاكسة للطموحات المادية المغروزة فيه ، لأنه ينظر الى الجوانب الايجابية في الحياة.
وفي الحديث عن ابن عباس :
«ان امرأة أيوب قالت له يوما : لو دعوت الله ان يشفيك ، فقال : ويحك! كنا في النعماء سبعين عاما ، فهلّم بضر في الضراء مثلها» (٢)
فعلموا ان الحق لله :
[٧٤] الله هو الخالق وصاحب الفضل والنعمة على البشر ، وله وحده يصرف الشكر ، الا ان البعض بدل ان يفعل ذلك تراه يشرك بالله ، فيعتقد ان السلطة أو أصحاب القوى المختلفة هم مصدر النعم والفضل عليه ، فيعبدهم من دونه تعالى ، وحساب هؤلاء عسير عند الله.
__________________
(٢) بح ج (١٢) ص (٣٤٨).