(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ)
وكلمة «يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ» تدل على أن أخت موسى حاولت جهدها أن تخفي علاقتها به أمام الآخرين ، فلم تقل أنه أخوها ، بل ملّكته فرعون بكلمة «لكم» كما نستفيد من الآية الشريفة أهمية المتابعة للأعمال والقرارات الرسالية حتى لا تموت في الأثناء ، بل تظل يد الرساليين ترعاها. لحظة بلحظة إلى أن تصل الى نهايتها.
ان موسى الذي حرم الله عليه المراضع ربما كان يموت جوعا وعطشا لو لم تتدارك أخته الأمر بالمتابعة ، وعلى أحسن الأحوال يصبح مصيره مجهولا عندهم.
[١٣] في آية سابقة قال تعالى :
«وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ»
وفي هذه الآية يقول :
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ)
تطمئن ، ويذهب عنها الخوف والوجل.
(وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
الآية الاولى تبيّن أن هناك وعدا من قبل الله ، أما الثانية فهي تشير الى تحقق هذا الوعد وهنا نستفيد أمرين :
١ ـ صحيح ان الله يعد المؤمنين بالنصر ولكنه يطالبهم بالعمل لا ان يكون