.................................................................................................
______________________________________________________
وأخبار أهل مكّة (١) إذا خرجوا حجّاجاً ، وأخبار الترخّص (٢) ، وغير ذلك ، بل الإتمام في الوطن وبلد الإقامة ضروري ، إلّا أن يقال : هذا في المنزل الواحد والكلام في المنزلين ، فلا بدّ أن يكونا عرفيّين ، وأمّا الشرعي فلم يثبت. وما ذكرناه إن تمّ ورد على الصدوق أيضاً ، فليتأمّل فيه جيّداً.
وجماعة (٣) منهم اعتبروا الستّة أشهر وملك المنزل. وفيه : انّا إن قلنا اللام للاختصاص فلا دلالة في شيء من أخبار المنزل على اعتبار الملك إلّا ما تشعر به صحيحة ابن بزيع (٤) حيث قال له «ما الاستيطان؟ فقال : أن يكون له منزل يقيم فيه» من دون أن يقول أن يقيم ستّة أشهر. ولا دلالة في خبر عليّ بن يقطين (٥) على ذلك وإن تضمّن ذكر الدار لمكان وقوعه في السؤال فليلحظ. وفيه أيضاً : أنّ اعتبار الستّة على الدوام ليكون وطناً عرفياً يقضي بعدم الوجه في اعتبار الملك ، على أنّ هؤلاء صرّحوا بإلحاق الوطن العرفي الدائمي بالملك ، فاعتباره فيما نحن فيه لا وجه له.
وجماعة اعتبروا المنزل والاستيطان فيه ستّة أشهر ولو مرّة واحدة كما هو خيرة «الوسيلة (٦) والسرائر (٧) والنافع (٨)» وغيرها (٩) ، ولم يظهر منه اعتبار الملك إلّا أن تقول اللام للملك ، وعلى تقدير كونها للاختصاص لا يكون هذا القول متّجهاً لأنّهم لم يشترطوا الفعلية ، فلا بدّ من اشتراط الملك إبقاءً لعلاقة الوطنية ليشبه الوطن
__________________
(١) وسائل الشيعة : ب ٣ من أبواب صلاة المسافر ح ٨ ج ٥ ص ٥٠٠.
(٢) وسائل الشيعة : ب ٦ من أبواب صلاة المسافر ح ٢ ج ٥ ص ٥٠٥.
(٣) منهم الأردبيلي في المجمع : في صلاة المسافر ج ٣ ص ٣٧٥ ، وصاحب المعالم في الاثنا عشرية : ص ٩ س ١٣ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٥١١٣) والكاشاني في المفاتيح : ج ١ ص ٢٥.
(٤) تقدّمت الإشارة إليها في ص ٤٩١ واستخراجها في هامشها وهامش ٣ من ص ٥٠١.
(٥) وسائل الشيعة : ب ١٤ من أبواب صلاة المسافر ح ٧ ج ٥ ص ٥٢١.
(٦) الوسيلة : في صلاة المسافر ص ١٠٩.
(٧) السرائر : في أحكام صلاة المسافر ج ١ ص ٣٣١.
(٨) المختصر النافع : في صلاة المسافر ص ٥١.
(٩) كالمعتبر : في صلاة المسافر ج ١ ص ٤٦٩.