بمكة؟ قال : بل يوفيه. ثم قال بعد : لا جوار إلا في مسجدين ، مسجد مكة ، ومسجد المدينة (١).
قال ابن جريج : وسمعت عطاء ، يخبر عن يعلى بن أمية ، قال : إني لأمكث في المسجد وما أمكث إلا لأعتكف : قال : حسبت أن صفوان بن يعلى أخبرنيه (٢).
قال ابن جريج : قلت له : فنذر جوارا على رؤوس هذه الجبال ، جبال مكة ، أيقضي عنه أن يجاور في المسجد ، قال : نعم ، المسجد خير وأطهر.
قلت له : وكذلك في كل أرض إن نوى الإنسان / جوارا في جبالها ، أمسجدها أحب إليك أن يجعل فيه جواره؟ قال : نعم. ثم أخبرني عند ذلك ، قال : نذرت عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ جوارا في جوف ثبير مما يلي منى.
قلت : نعم فقد جاورت؟ قال : أجل ، وقد كان عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ [نهاها](٣) عن ذلك عن أن تجاور ، ثم أراه منعها خشية أن يتخذ ذلك سنة. قال : فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : حاجة كانت في نفسي (٤).
قال ابن جريج : فرّق لي عطاء بين جوار القروي والبدوي ، فقال : أما القروي إذا نذر الجوار هجر بيته وهجر الزوج وصام ، وأما البدوي الذي ليس من أهل مكة فإذا نذر الجوار كانت مكة كلها حينئذ مجاورا له في أي نواحي مكة شاء ، وفي أي بيوتها شاء ، ولم يصم وأصاب أهله ان شاء (٥).
__________________
(١) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٤٩ عن ابن جريج ، عن عطاء به.
(٢) المصدر السابق ٤ / ٣٤٦.
(٣) في الأصل (نهانا) والتصويب من عبد الرزاق.
(٤) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٥٠ ـ ٤٥٤ عن ابن جريج به.
(٥) رواه عبد الرزاق ٤ / ٣٦٧ عن ابن جريج به.