الناس إلا عنك ، ثم أرى مرة أخرى : احفر تكتم (١) ، بين فرث ودم ، عند الأنصاب الحمر ، في قرية النمل. قال : فاصبح فحفر حيث أرى فاستهترت به قريش ، فلما نزل عن الطي جاءت قريش ليحفروا معه ، فمنعهم فلما أنبط وجد غزالا من ذهب ، وسيفا وحلية ، فضرب عليها بالسهام ألي أم للبيت؟ فخرج سهم البيت ، فكان أول حلي حليته الكعبة ، فجعل حوضا للشراب ، وحوضا للوضوء ، وقال : اللهم اني لا أحلها لمغتسل ، وهي لشاربها حل وبل (٢) ، فروى الناس ، فحسدته قريش ، فطفقوا يحفرون الحوض ويغتسلون فيها ، فما يغتسل منه أحد إلا حصب أو جدر ، ولا يكسر حوضه أحد إلا ألقى في يده أو رجله حتى تركوه فرقا.
١٠٦٣ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عمرو بن عثمان الكلابي ، قال : ثنا زهير أبو خيثمة ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عبد المطلب رأى في المنام أن أحفر برة ، فأصبح مهموما برؤياه ، حتى إذا كانت الليلة الثانية قيل له : احفر برة ، شراب الأبرار ، فأصبح مهموما بما رأى ، فلما كانت الليلة الثالثة أتى فقيل له : احفر زمزم لا تنزف ولا تذّم ، بين الفرث والدم ، اغد بكرة فسترى على الآلهة ـ يعني أصنام كفار قريش ـ فرثا يبحثه غراب. قال : فغدا فإذا هو بغراب يبحث فرثا / فحفر فإذا هو بالحسى ، فنثلها ، فوجد فيها أسيافا
__________________
١٠٦٣ ـ إسناده ضعيف.
عمر بن عثمان الكلابي : ضعيف. كما في التقريب ٢ / ٧٤. وزهير ، هو : ابن معاوية الجعفي.
(١) تكتم ـ بضم أوله ـ قال الزبيدي في التاج ٩ / ١٣٩ : سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جرهم ، فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب.
(٢) حلّ ، أي : حلال ، وبلّ ، أي : مباح ، وقيل : شفاء من قولهم : بلّ من مرضه ، وأبلّ. أنظر النهاية ١ / ١٥٤.