الصفحه ١٥٣ : ، إمّا اتفاقا وإما قصدا إلى أن
لا يسمع. فاعرفه وأحسن تدبّره.
ومن اللطيف في
ذلك قوله تعالى : (ما هذا
الصفحه ١٥٦ : كانت
المؤاخذة تكون على اعتقاد الاستهزاء والخديعة في إظهار الإيمان ، لا في قول : «إنّا
استهزأنا» من غير
الصفحه ١٦٢ :
عيسهم ذميلا ،
وسير الدّمع
إثرهم انهمالا (١)
قوله : «فكان
مسير عيسهم» ، معطوف
الصفحه ١٧٢ : من الأمور. ولا يغرّنّك قول
الناس : «قد أتى بالمعنى بعينه ، وأخذ معنى كلامه فأدّاه على وجه» ، فإنه
الصفحه ١٧٦ : قوله : [من المنسرح]
لا أمتع
العوذ بالفصال ، ولا
أبتاع إلّا
قريبة الأجل
الصفحه ١٨٥ :
الرجلين كليهما» ، على معنى لا تضرب واحدا منهما. فإذا قال ذلك لزمه أن
يحيل قول الناس : «لا تضربهما
الصفحه ٢٠٢ :
فتعلم أنه من
قول الآخر : [من الطويل]
يكاد إذا ما
أبصر الضّيّف مقبلا
يكلّمه
الصفحه ٢٠٤ :
الجود حيث يصير
وغيره مما
ذكرنا أنه نظير له كما أنه لا يجوز أن يجعل قوله :
وكلبك أرأف
بالزّائرين
الصفحه ٢١٤ : ، وتبيّن الخطأ الذي توهمت. وعلى ذلك ، والله أعلم ، قوله
تعالى حكاية عن أمّ مريم رضياللهعنها : (قالَتْ
الصفحه ٢١٥ :
إن المعنى : ما حرّم ربّي إلّا الفواحش. قال : وأصبت ما يدلّ على صحّة
قولهم في هذا ، وهو قول الفرزدق
الصفحه ٢٢١ : نذكر جملة من القول في «ما» و «إلّا» وما يكون من حكمهما.
اعلم أنك إذا
قلت : «ما جاءني إلّا زيد
الصفحه ٢٩٣ : أن توقع الاستعارة فيه على «اللفظ» ، فما لا تخفى استحالته على عاقل.
والقول في «المجاز»
هو القول في
الصفحه ٣٢١ :
بالمولى الّذي ليس نافعي
ولا ضائري
فقدانه لممتّع (١)
مع قول المتنبي
: [من الطويل
الصفحه ٣٢٤ :
ذاك لأنه لو كان لا يكون قد صنع بالمعنى شيئا ، لكان قوله : «فما أسأت
الاتّباع» محالا ، لأنه على كل
الصفحه ٣٣٠ : ؟
وكذلك الحكم في
جميع ما ذكرناه ، فليس يتصوّر في نفس عاقل أن يكون قول البحتري : [من الكامل]
وأحبّ