طلبت الملائكة وحملة العرش في أدعيتهم الأخرى أن يحفظ الله المؤمنين ويقيهم من أي سوء أو مكروه في ذلك اليوم ، كي يدخلوا جنّة الخلد براحة بال واطمئنان واحترام كامل.
ثانيا : آداب الدعاء
في هذه الآيات يعلّم حملة العرش والملائكة المؤمنين أسلوب الدعاء.
ففي البداية ينبغي بالتمسك بكلمة «ربّنا».
ثمّ مناداته تعالى بصفات الجلال والجمال ، وطلب العون من مقام رحمته المطلقة وعلمه غير المتناهي : (وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً).
وأخيرا الدعاء وطلب الحاجة بحسب أهميتها وبشروط توفّر الأرضية للاستجابة : (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ).
ثم ينتهي الدعاء بذكر صفاته تعالى الجمالية والجلالية ، والتوسّل برحمته تعالى مرّة اخرى.
والطّريف في الأمر أنّ حملة العرش الإلهي يعتمدون على خمسة أوصاف إلهية مهمّة في دعائهم وهي : الربوبية ، والرحمة ، والقدرة ، والعلم ، والحكمة.
ثالثا : لماذا تبدأ الأدعية بكلمة «ربّنا»؟
عند قراءة آيات القرآن الكريم نرى أنّ أولياء الله ـ سواء منهم الأنبياء أو الملائكة أو الصالحون ـ كانوا يبدأون كلامهم بـ «ربّنا» أو «ربّي» عند الدعاء ...
فآدم عليهالسلام يقول : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا).
ونوح عليهالسلام يقول : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) وإبراهيم عليهالسلام يقول : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ).
أما يوسف عليهالسلام فيقول : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ).