يلقّب بـ «أبي الأضياف». (١)
٥ ـ وكان من المتوكّلين على الله ، ولا يطلب حاجة الّا منه ، وقد ورد في التاريخ انّه كان معلّقا بين السّماء والأرض أثناء قذفه بالمنجنيق سأله جبرئيل : هل لك حاجة؟ قال : نعم ، ولكن ليست منك بل من الله! (٢).
٦ ـ وكان شجاعا مقداما حيث وقف وحيدا بوجه التعصّبات الوثنيّة ، ولم يظهر اي خوف في مقابلتهم ، كسّر أصنامهم وجعلها ركاما ، وتحدّث مع نمرود وأعوانه بكلّ شجاعة.
٧ ـ كان لإبراهيم عليهالسلام منطق قوي واستطاع من خلال عباراته وجمله القصيرة المحكمة ان يبطل اقوال المضلّين. ولم يثنه بأسهم عن مواصلة الطريق ، بل كان يواجه الأمور بالصبر والحلم المعبّرين عن روحه الكبيرة ، كما جاء في محاجته مع نمرود ومع عمّه آزر ومع القضاة أثناء محاكمته حيث قالوا له : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ ، قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) لقد استطاع من خلال هذه الجملة ان يفحمهم ويسدّ عليهم طريق الردّ عليه ، فإذا قالوا : آلهتنا لا تسمع ولا تنطق. فتبّا لهذه الآلهة! وإذا قالوا : تنطق.
فلما ذا لا يتكلّمون؟! (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ) اي قالت لهم أنفسهم : انّكم ظالمون ، وعلى اي حال كان عليهم ان يجيبوا (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) هكذا كان جواب ابراهيم كالصاعقة على رؤوسهم (أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ).
وعند ما رأوا انّهم لا يستطيعون مقاومة هذا المنطق الرصين (قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ).
__________________
(١) سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٧٤.
(٢) الكامل لابن الأثير ج ١ ـ ص ٩٩.