وعلى كلّ حال فإنّ لله الطافا خفيّة لا يسبر غورها احد ، وحين يهبّ نسيم هذه الألطاف تتغيّر الأسباب والمسبّبات بشكل لا يمكن حتّى لاذكى الافراد ان يتنبّأ عنها!.
بل قد يتّفق أحيانا انّ خيوط العنكبوت تبدّل مسير الحياة لامّة او قوم بشكل دائم ، كما حدث في قصّة غار ثور وهجرة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٤ ـ خطّة امراة العزيز
في الآيات المتقدّمة اشارة الى مكر النسوة (طبعا النساء اللائي لا ارتباط لهنّ بشيء الّا هواهنّ كامرأة العزيز) وهذا المكر والتحيّل الموصوف بالعظمة (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) يوجد منه في التاريخ والقصص التأريخيّة امثلة كثيرة ، حيث تكشف اجمالا انّ النساء اللائي يسوقهنّ هواهنّ يرسمن خططا لا نظير لها من نوعها.
رأينا في القصّة المتقدّمة كيف انّ امراة العزيز بعد الهزيمة في عشقها وافتضاح أمرها ، برّات نفسها بمهارة واتّهمت يوسف ولم تقل انّ يوسف قصد السوء بي ، بل افترضت ذلك امرا مسلّما به. وانّما سألت فقط عن جزاء مثل من يعمل هذا العمل!! جزاء لا يتوقّف على السجن فحسب ، بل يأخذ ابعادا اخرى غير محدودة.
ونرى ايضا انّ هذه المراة في مقابل لوم نسوة مصر لها إذ عشقت غلامها ـ في الآيات التالية ـ تستعمل مثل هذا المكر او الخداع ، وهذا تأكيد آخر على مكر مثل هؤلاء النسوة!
* * *