هذه الكريات في حالة حركة مستمرّة لخدمة الإنسان.
فهل نستطيع في هذه الأحوال ان نحصي نعمه تعالى غير المتناهية؟!
٨ ـ أسفا .. انّ الإنسان ظلوم وكفّار
توصّلنا في البحوث السابقة الى هذه الحقيقة ، وهي انّ الله سخّر للإنسان جميع الموجودات ، وهيّأ له كلّ هذه النعم بحيث سدّ جميع احتياجاته ، ولكن الإنسان بسبب ابتعاده عن نور الايمان والتربية ، نراه يخطو في طريق الظلم والطغيان ويكفر بالنعم.
ويسعى المحتكرون في احتكار النعم الالهيّة الواسعة والسيطرة على منابعها الحياتية ، مع انّهم لا يستهلكون الّا الشيء القليل ويحرمون الآخرين منها ، ويظهر هذا الظلم بأشكال مختلفة من السيطرة على الشعوب الضعيفة واستعمارها والتجاوز على حقوق الآخرين ، فيعرّض الإنسان حياته الهادئة الى الهلاك ، يخلق الحروب ، ويسفك الدماء ، ويقضي على الأموال والأنفس.
وفي الحقيقة فإنّ القرآن الكريم يناديه : ايّها الإنسان ، كلّ شيء بالقدر الكافي تحت تصرّفك ، بشرط ان لا تكون ظلوما كفّارا ، عليك ان تقنع بحقّك ولا تتجاوز على حقوق الآخرين.
* * *