مقرّها في عنان السّماء ، وهذه الاغصان والفروع تشقّ الهواء وتصعد فيه عاليا (وَفَرْعُها فِي السَّماءِ).
ومن الواضح انّ الاغصان كلّما كانت عالية وسامقة تكون بعيدة عن التلوّث والغبار وتصبح ثمارها نظيفة ، وتستفيد اكثر من نور الشمس والهواء الطلق ، فتكون ثمارها طيّبة جدّا(١).
٦ ـ هذه الشجرة كثيرة الثمر لا كالأشجار الذابلة العديمة الثمر ، ولذلك فهي كثيرة العطاء (تُؤْتِي أُكُلَها).
٧ ـ وثمارها ليست فصلية ، بل في كلّ فصل وزمان ، فإذا أردنا ان نمدّ يدنا الى أغصانها في اي وقت لم نرجع خائبين (كُلَّ حِينٍ).
٨ ـ انّ إنتاجها من الثمار يكون وفق قوانين الخلقة والسنن الالهيّة وليس بدون حساب (بِإِذْنِ رَبِّها).
والآن يجب ان نفتّش ، اين نجد هذه الخصائص والبركات؟ نجدها بالتأكيد في كلمة التوحيد ومحتواها ، وفي الإنسان الموحّد ذي المعرفة ، وفي البرامج الحيّة النظيفة ، وجميعها نامية ومتحرّكة ولها اصول ثابتة ومحكمة وفروع كثيرة وعالية بعيدة عن التلوّث بالادران الجسديّة والدنيوية ، وكلّها مثمرة وفيّاضة.
وما من احد يأتي إليها ويمدّ يده الى فروعها الّا ويستفيد من ثمارها اللذيذة العطرة ، وتتحقّق فيه الخصال المذكورة ، فعواصف الاحداث الصعبة والمشاكل الكبيرة لا تزحزحه من مكانه ، ولا يتحدد ، وافق تفكيره في هذه الدنيا الصغيرة ، بل يشقّ حجب الزمان والمكان ويسير نحو المطلق اللامتناهي.
سلوكهم وبرامجهم ليست تابعة للهوى والهوس ، بل طبقا للأوامر الالهيّة
__________________
(١) ويظهر هذا الأمر بشكل واضح في ثمار الأشجار ، فثمار الاغصان العالية تكون انضج وأطيب طعما من ثمار الاغصان الواطئة.