من عوارضها ، بل من عوارض مشكوكها (١) كما لا يخفى. مع أنه (٢)
______________________________________________________
المسألة من عوارض موضوع العلم ، وإلّا فلا يكون من مسائله ـ لا ينطبق على مسألة حجية الخبر ، وذلك لأن البحث عن ثبوت السنة بالخبر بحث عن عوارض السنة المشكوكة لا نفس السنة الواقعية ، فقولنا : «هل خبر الواحد حجة أم لا» معناه : أنه هل تثبت السنة المشكوكة بخبر الواحد أم لا؟ ومن المعلوم أن موضوع علم الأصول هو السنة الواقعية لا المشكوكة ، وحينئذ فما يكون من الأدلة ـ وهو السنة الواقعية ـ لا يكون حجية الخبر من عوارضه ، وما يكون حجية الخبر من عوارضه ـ وهو السنة المشكوكة ـ لا يكون من الأدلة ، فلا يكون البحث عن حجية الخبر بحثاً عن عوارض موضوع علم الأصول حتى يكون من مسائله.
(١) هذا الضمير والضمائر الأربعة المتقدمة راجعة إلى السنة.
(٢) أي : مع أن التعبد بثبوت السنة ، وهذا إشارة إلى الجواب الثاني عن الشيخ الأعظم (قده) وتوضيحه : أنه ـ بعد تسليم رجوع البحث عن حجية الخبر إلى البحث عن عوارض السنة ـ لا يمكن المساعدة على ما أفاده (قده) أيضا ، وذلك لأن ضابط كون قضية من مسائل علم هو أن يكون نفس المبحوث عنه ـ أعني المحمول في تلك القضية ـ من عوارض موضوع العلم ، فلا تعد تلك القضية من مسائل العلم إذا كان لازم محمولها من عوارض موضوع العلم ، فإذا كان هناك قضية وكان لازم محمولها من عوارض موضوع العلم لم تعد تلك القضية من مسائل ذلك العلم. والمقام كذلك ، فان المبحوث عنه هو حجية الخبر ، ومن لوازمها ثبوت السنة ، فليس ثبوت السنة بالخبر في مسألة حجية الخبر نفس المبحوث عنه ، وانما هو من لوازمه.