نحو
المتأخر مما لا يكاد ، وقد غفل عن أنّ كونه (١) محرّكا نحوه يختلف حسب اختلافه في
كونه ممّا لا مئونة له (٢) كحركة نفس العضلات (٣) ، أو ممّا له مئونة ومقدمات
قليلة أو كثيرة ، فحركة العضلات تكون أعم من أن تكون بنفسها مقصودة ، أو مقدمة له
(٤) ، والجامع أن يكون (٥) نحو المقصود ، بل (٦) مرادهم من هذا الوصف
______________________________________________________
أوقعه في الغلط أمران : أحدهما : تعريف الإرادة بكذا ، والآخر : توهم أنّ
تحريك الإرادة نحو المتأخّر ممّا لا يكاد.
(١) الأولى
تأنيث الضمير ، لرجوعه إلى الإرادة ، وقوله : ـ وقد غفل ... إلخ ـ بيان لدفع
التوهم المزبور ، وقد عرفت توضيحه.
(٢) هذا الضمير
وضمير ـ نحوه واختلافه وكونه ـ راجعة إلى المراد.
(٣) يعني : كما
لو كان المراد نفس حركة العضلات ، فالعبارة لا تخلو عن قصور.
(٤) أي للمقصود
، فحاصل هذا الدفع : تسليم التحريك الفعلي ، وتعميم المراد للأصلي والتبعي ، فإذا
كان المراد استقباليا موقوفا على مئونة كانت حركة العضلات حينئذ مقصودة تبعا.
وبالجملة : فلا
ملازمة بين التحريك الفعلي ، وبين المراد الأصلي.
(٥) أي :
التحريك ، يعني : أنّ المراد بالتحريك المأخوذ في حدّ الإرادة أعم من أن يكون
تحريكها نحو المقصود الأصلي ، كما إذا لم تكن هناك مقدمات.
ونحو المقصود
التبعي ، كما إذا احتاج المراد إلى تمهيد مقدمات ، كما مرّ آنفا.
(٦) غرضه : منع
اعتبار التحريك الفعلي في تعريف الإرادة ، وأنّ مقصودهم من توصيف الإرادة بذلك
بيان أنّ الإرادة مرتبة أكيدة من الشوق تبعث على حركة العضلات نحو المراد في زمانه
سواء أكان حاليا أم استقباليا. وعليه ، فلا يعتبر في الإرادة التحريك الفعلي
للعضلات ، نعم يعتبر التحريك الفعلي حين إيجاد المراد.
وبالجملة
: فقد أجاب
المصنف عن إشكال بعض أهل النّظر تارة بقوله : ـ وقد غفل ... إلخ ـ الّذي محصله :
تعميم المراد إلى الأصلي والتبعي بعد تسليم اعتبار التحريك