٣٣ ـ عن ابن عبّاس ، قال : جاءت امرأة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تسأله شيئاً ، فقال لها : تعودين ، فقالت : يا رسول الله إن عدت فلم أجدك ـ تعرّض بالموت ـ؟ فقال : إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر ، فإنّه الخليفة من بعدي.
أخرجه ابن عساكر (١) ، وعدّه ابن حجر في الصواعق (٢) (ص ١١) من النصوص الدالّة على خلافة أبي بكر. ما عساني أن أقول في مؤلّف يحذف إسناد مثل هذه الأفيكة ويذكرها إرسال المسلّم ويسند إليها ، وبين يديه أحاديث ابن عباس الجمّة الهاتفة بالخلافة المنصوصة عليها لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام؟ أليس من حديثه ما صحّحه الحفّاظ وأخرجوه بأسانيد رجالها ثقات ، وقد أسلفناه في الجزء الأوّل (ص ٥١) وفيه قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلى عليهالسلام : «لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي»؟
أليس من حديثه حديث العشيرة المنصوص على صحّته ، وقد مرّ في الجزء الثاني (ص ٢٧٨ ـ ٢٨٧) وفيه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ هذا ـ يعني عليّا ـ أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا»؟ وقوله لعليّ : «فأنت أخي ووزيري ووصيّي ووارثي وخليفتي من بعدي»؟
ألم يكن ابن عبّاس في مقدّم المتخلّفين عن بيعة أبي بكر؟ ألم يكن هو مناظر عمر الوحيد حول الخلافة؟ كما مرّ حديثه في (١ / ٣٨٩) ، ألم؟ ألم؟ ألم؟
٣٤ ـ عن عبد الله بن عمر ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يكون على هذه الأمّة اثنا عشر خليفة : أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه ، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه ، عثمان بن عفّان ذو النورين قُتل مظلوماً أُوتي كفلين من الرحمة ، ملك الأرض المقدّسة (٣) معاوية وابنه ، ثمّ يكون السفّاح ، ومنصور ، وجابر ، والأمين ، وسلام ،
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ٣٠ / ٢٢٠ ـ ٢٢١ رقم ٣٣٩٨.
(٢) الصواعق المحرقة : ص ٢٠.
(٣) في المقام سقط كما لا يخفى. (المؤلف)