وملائكة السماء وطائفة من الشياطين يسكنون البحر ، فمن لم يقبل هذا فليس منّي ولست منه.
قالت عائشة : فقبّلت أنفه وما بين عينيه. فقال : حسبك يا عائشة فمن لستِ بأُمّه فو الله ما أنا بنبيّه ، فمن أراد أن يتبرّأ من الله ومنّي فليتبرّأ منك يا عائشة.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه (١٤ / ٣٦) : لا يثبت هذا الحديث ورجال إسناده كلّهم ثقات ، ولعلّه شبّه لهذا الشيخ القطّان ـ أو أُدخل عليه ـ مع أنّي قد رأيته من حديث محمد بن بابشاذ البصري ، عن سلمة بن شبيب ، عن عبد الرزّاق ، وابن بابشاذ راوي مناكير عن الثقات.
وذكر الذهبي منه جملاً في ميزان الاعتدال (١) (٣ / ٣١) ، وحكم بأنّه موضوع ، وذكر جملاً (٢) في (ص ٢٤٦) وقال : حديث باطل كأنّه المسكين ـ يعني هارون القطّان ـ أُدخل عليه ولا يشعر ، وله إسناد آخر باطل ، وقال : هذا لا يحتمله سلمة ، والظاهر أنّه دُسّ على ابن بابشاذ هذه ، فروى حديثاً موضوعاً راج عليه ولم يهتدِ.
وذكر الفيروزآبادي شطراً من صدره في خاتمة سفر السعادة (٣) ، والعجلوني في كشف الخفاء (٤) وعدّاه من أشهر المشهورات من الموضوعات ، ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل ، وأبطله السيوطي في اللآلئ المصنوعة (٥) (١ / ١٥٠).
٣ ـ عن عائشة قالت : أوّل حجر حمله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لبناء المسجد ، ثمّ حمل أبو بكر حجراً آخر ، ثمّ حمل عمر ، ثمّ حمل عثمان حجراً آخر. فقلت : يا رسول الله ،
__________________
(١) ميزان الاعتدال : ٣ / ٤٨٨ رقم ٧٢٦٣.
(٢) ميزان الاعتدال : ٤ / ٢٨٢ رقم ٩١٤٩.
(٣) سفر السعادة : ٢ / ٢١١.
(٤) كشف الخفاء : ٢ / ٤١٩.
(٥) اللآلئ المصنوعة : ١ / ٢٩١.