الملائكة تصلّي عليك ما دمت مصلّياً» (٦).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أكثر صلاته ـ أو من كثرت صلاته ـ بالليل حسن وجهه بالنهار» (٧).
وما روي عن نصر بن عليّ الجهضمي قال : رأيت الحافظ يزيد بن زريع في النوم فقلت : ما فعل الله لك؟ قال : دخلت الجنّة. قلت ، بما ذا؟ قال : بكثرة الصلاة (٨).
وصحَّ عن البخاري (٩) ومسلم : أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه.
وفي رواية لهما والترمذي : إن كان النبيّ ليقوم أو ليصلّي حتى ترم قدماه أو ساقاه. وفي رواية عن عائشة : حتى تفطّرت قدماه. وفي رواية عن أبي هريرة : حتى تزلع (١٠) قدماه. وفي المواهب اللدنيّة (١١) : كان يصلّي ـ بعد كبره ـ بعض ورده جالساً بعد أن كان يقوم حتى تفطّرت قدماه.
وقد جرت السنّة المطّردة بين العاملين في النسك والعبادات من الصلاة والصوم والحجِّ وقراءة القرآن وغيرها ممّا يقرِّب إلى الله زلفى ، أن يأتي كلٌّ منهم بما تيسّر له منها غير مقتصر بما أتى به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والناس متفاوتون في القدر ، والله تعالى يقول : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (١٢) و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها) (١٣) فترى هذا يصلّي
__________________
(٦) تاريخ ابن عساكر : ٣ / ١٤٢ [٩ / ٣٤٣ رقم ٨٢٩ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٥ / ٦٧] (المؤلف)
(٧) سنن ابن ماجة : ١ / ٤٠٠ [١ / ٤٢٢ ح ١٣٣٣] ، تاريخ الخطيب : ١ / ٣٤١ [رقم ٢٥٧] و ٧ / ٣٩٠ [رقم ٣٩٢٤]. (المؤلف)
(٨) شذرات الذهب : ١ / ٢٩٨ [٢ / ٣٦٧ حوادث سنة ١٨٢ ه]. (المؤلف)
(٩) صحيح البخاري : ١ / ٣٨٠ ح ١٠٧٨.
(١٠) زلعت الكفّ والقدم : تشقّقتا من ظاهر وباطن.
(١١) المواهب اللدنيّة : ٤ / ١٨١.
(١٢) التغابن : ١٦.
(١٣) البقرة : ٢٨٦.