[فالتّنافر] وصف في الكلمة (١) يوجب ثقلها على اللّسان وعسر النّطق بها (٢) [نحو] المستشزرات في قول امرئ القيس [غدائره] أي ذوائبه (٣) جمع غديرة ، والضّمير عائد إلى الفرع (٤) في البيت السّابق
______________________________________________________
بمطالعة مختصر من كتب الصّرف ، ومعرفة ضعف التّأليف تحصل بالرّجوع إلى مختصر من مختصرات النّحو ، هذا بخلاف معرفة كون اللّفظ جاريا على القوانين فإنّها تحتاج إلى استقراء متعذّر بالنّسبة إلى بعض النّاس ، ومتعسّر بالقياس إلى البعض الآخر.
(١) أي كيفية فيها يوجب ثقلها على اللّسان.
(٢) قوله : «وعسر النّطق» عطف تفسيريّ على ثقلها أو من قبيل عطف المسبّب على السّبب حيث إنّ الثّقل يوجب عسر النّطق ، ثمّ الثّقل بكسر الثّاء وسكون القاف على وزن (علم) بمعنى الشّيء الثّقيل ، ثمّ عطف العسر عليه إشارة إلى أنّ التّنافر لا يخلّ بالفصاحة إلّا إذا كان شديدا بحيث تصير على اللّسان كالحمل الثّقيل.
(٣) الذّوائب جمع ذؤابة بالهمزة بعدها ألف أبدلت الهمزة واوا في الجمع والألف بعد ألف الجمع همزة فصارت ذوائب.
وفسّر الشّارح الغدائر بالذّوائب ، لأنّ الذّوائب أخصّ من الغدائر ، وهي في قول الشّاعر عبارة عن الشّعر المنسدل من الرّأس إلى الظّهر ، وإنّما سمّي ذلك الشّعر غديرة لأنّه غودر وترك حتّى طال ، ثمّ الغدائر جمع غديرة ، وهي قبضة من الشّعر ويقال للشّعر الّذي يقع على وجه المرأة من مقدّم رأسها لأنّها غودرت أي تركت فطالت.
(٤) أي في البيت السّابق وهو :
وفرع يزيّن المتن أسود فاحم |
|
أثيث كقنو النخلة المتعثكل |
غدائره مستشزرات إلى العلى |
|
تضلّ المذاري في مثنّى ومرسل |
القنو ، تضلّ : بمعنى تغيب ، المذاري جمع مذري : بمعنى المشط ، المثنّى : هو الشّعر المفتول كالحبل ، والمرسل خلافه أي غير المفتول.
والمراد بالفرع : هو الشّعر مطلقا ، فيصدق على الغدائر وعلى المثنّى والمرسل ، فإضافة الغدائر إلى الضّمير الرّاجع إليه في قوله : «غدائره» من إضافة الجزئي إلى الكلّي ، والمراد