كونهم على الهدى عاجلا (١) ، والفوز بالفلاح آجلا (٢) من أجل اتّصافهم (٣) بالأوصاف المذكورة [وباللّام (٤)] أي تعريف المسند إليه باللّام
______________________________________________________
(١) أي في الدّنيا.
(٢) أي في الآخرة.
(٣) أي المشار إليهم بخلاف ما لو أتى بالضّمير ، فإنّه لا يفيد ملاحظة هذه الأوصاف وإن كانت موجودة ، لأنّ اسم الإشارة لكمال التّمييز ، فيلاحظ معه الوصف ، بخلاف الضّمير.
(٤) إشارة إلى أنّ المختار عنده ما ذهب إليه سيبويه من أنّ أداة التّعريف هي اللّام وحدها ، لا ما ذهب إليه الخليل والمبرّد من أنّها أل والهمزة معا ، ثمّ الهمزة على مذهب سيبويه اجتلبت لتعذّر النّطق بالسّاكن. وحاصل ما مشى عليه المصنّف أنّ اللّام قسمان : لام العهد الخارجيّ ، ولام الحقيقة.
فلام العهد تحتها أقسام ثلاثة ، لأنّ معهودها إمّا صريحيّ ، أي تقدّم ذكره صريحا ، أو كنائيّ ، أي تقدّم ذكره كناية ، أو علميّ ، أي لم يتقدّم له ذكر لكن للمخاطب علم به.
ولام الحقيقة تحتها أربعة أقسام ، لأنّ مدخولها إمّا الحقيقة من حيث هي هي ، وتسمّى لام الجنس ، ولام الحقيقة ولام الطّبيعة ، أو من حيث وجودها في ضمن فرد غير معيّن ، وتسمّى لام العهد الذّهني ، أو من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد الّتي يتناولها اللّفظ بحسب اللّغة ، وتسمّى لام الاستغراق الحقيقيّ ، أو بحسب العرف ، وتسمّى لام الاستغراق العرفيّ وسيأتي الجميع ، واختلف في الأصل والحقيقة.
فقيل : لام الحقيقة أصل ، ولام العهد الخارجيّ أصل آخر ، وهو الّذي أشار إليه المصنّف والشّارح. وقيل : الأصل لام العهد الخارجيّ ، قال الحفيد : وهو المفهوم من الكشّاف وسائر كتب القوم. وقيل : لام الاستغراق ، وقيل : الجميع أصول ، وقال الحفيد : التّحقيق ، إنّ معنى اللّام الإشارة إلى معنى دخلت هي عليه ، فإنّ كان اسم الجنس موضوعا بإزاء الحقيقة فالأصل لام الحقيقة ، وسائر الأقسام من فروعها حتّى العهد الخارجيّ ، ولهذا احتاج إلى القرينة ، أعني تقدّم الذّكر أو علم المخاطب ، وإن كان موضوعا بإزاء فرد ما فالأصل لام الذّهن ، وسائر الأقسام من فروعه بحسب المقامات والقرائن كما في التّجريد.