يحتمل الكثرة. [أو تعظيم (١) أو إهانة] كما في الألقاب الصّالحة لذلك (٢) مثل : ركب عليّ وهرب معاوية (٣) ، [أو كناية] عن معنى يصلح العلم له (٤) نحو : أبو لهب فعل كذا كناية عن كونه جهنّميّا (٥) بالنّظر إلى الوضع الأوّل (٦).
______________________________________________________
(١) عطف على «إحضاره» ، فمعنى العبارة : تعريف المسند إليه بإيراده علما لتعظيم المسند إليه أو إهانته ، لم يقل : أو تعظيمه أو إهانته لأنّه قد يقصد بإيراده علما تعظيم غير المسند إليه أو إهانته نحو : أبو الفضل صديقك ، وأبو جهل رفيقك ، فإنّ المقصود في الأوّل تعظيم ما أضيف إليه المسند أعني المخاطب ، وفي الثّاني إهانته.
(٢) أي التّعظيم أو الإهانة.
(٣) التّعظيم في المسند إليه في الأوّل مأخوذ من لفظ عليّ لأخذه من العلوّ ، والإهانة في الثّاني من لفظ معاوية ، لكونه مأخوذا من العواء وهو صياح الكلب أو الذّئب ، أو لأنّه في الأصل موضع العذرة أي الرّوث ، وفي كليهما معنى الإهانة ، وليسا مأخوذين من الرّكوب والهروب.
والحاصل : إنّ لفظ عليّ يشعر بالمدح ، ولفظ معاوية يشعر بالذّمّ سواء اعتبرناهما اسمين أو لقبين ، فلا حاجة إلى اعتبارهما لقبين ، والتّمثيل بهما على الاعتبار الثّاني.
(٤) أي المعنى باعتبار معناه اللّغوي «نحو : أبو لهب فعل كذا».
(٥) أي الانتقال من اللّازم إلى الملزوم ، أو من الملزوم إلى اللّازم على اختلاف الرّأيين.
(٦) أي بالنّظر إلى معناه المجازيّ بحسب الوضع الأوّل الّذي هو الإضافيّ لا الحقيقيّ الّذي هو أبو النّار والنّار بنته لعدم صحّة قصده من هذا المركّب الإضافيّ.
وقيل : إنّ المراد بقوله : «بالنّظر إلى الوضع الأوّل» أي لا الثّاني أعني الوضع العلميّ ، وكيف كان إنّه عبّر عن المسند إليه بأبي لهب لينتقل منه إلى كونه جهنّميّا باعتبار معناه الأصليّ ، فإنّ المعنى الأصليّ الّذي يقصد البليغ الإشارة إليه بهذا العلم من تتولّد منه النّار ، وتولد النّار منه باعتبار كونه وقود النّار ، والنّار الّتي وقودها النّاس نار جهنّم.
وقيل : إنّ معنى أبي لهب ملابس النّار ملابسة ملازمة وهو ملزوم الجهنّميّ لأنّ اللهب الحقيقيّ لهب نار جهنّم كما في المفصّل حيث قال رحمهالله إنّ أبا لهب معناه اللّغوي