فى محل رفع ، وبنى لإضافته إلى المضمر المبنى (١). وقرئت (بين) بالضم عند باقى القراء.
ومن ذلك قول أبى قيس بن الأسلت الأوسى :
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة فى غصون ذات أو قال (٢) |
وفيه (غير) فاعل (يمنع) ، لكنه مضاف إلى ما هو مبنى ، وهو المصدر المؤول المصدّر بأن المصدرية ، وهو حرف مبنى ، فبنيت (غير) على الفتح ، وهي في محل رفع ، فاعل ، ونلحظ أن (غيرا) تعرب فاعلا حسب موقعها فى الكلام ، وهى ليست عن تمام الكلام ، أى : أن الجملة تتطلبها فى أحد ركنيها ، وهو الفاعلية.
ومنه قوله تعالى : (وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) [الجن : ١١]. حيث بنى المبتدأ المؤخر (دون) على الفتح لإضافته إلى اسم الإشارة (ذلك) ، وهو مبنى.
وقوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات : ٢٣]. عند من فتح
__________________
(١) لفتح (بين) أوجه أخرى : منها :
أ ـ أن الفاعل مضمر يعود على الاتصال المفهوم من (شركاء) ، والمعنى : لقد تقطع الاتصال بينكم ، فانتصب (بين) على الظرفية.
ب ـ الفاعل (بين) وبقى منصوبا حملا على أغلب أحواله ، وهو النصب.
ج ـ الفاعل محذوف ، و (بينكم) صفة له ، والتقدير : لقد تقطع وصل بينكم.
د ـ أن بينكم صلة لموصول محذوف هو الفاعل ، والتقدير : لقد تقطع ما بينكم.
ه ـ تقدير الزمخشرى : لقد وقع التقطع بينكم ، ينظر : الدر المصون ٣ ـ ١٢٧.
(٢) معانى الفراء ١ ـ ٢٨٣ / المساعد ٢ ـ ٣٦١ / ، الهمع ١ ـ ٢١٩ / الخزانة ٣ ـ ٤٠٦ / الدرر ١ ـ ١٨٨ ، ١٨٩. أو قال : جمع وقل (بفتح فسكون) ، وهو ثمر الدّوم اليابس.
(لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (يمنع) فعل مضارع مجزوم بعد لم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. (الشرب) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (منها) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالمنع. (غير) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، أو مبنى على الفتح فى محل نصب. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (نطقت) فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء : حرف تأنيث مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حمامة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل جر بالإضافة. (فى غصون) جار مبنى ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لحمامة ، أو متعلقة بنعت محذوف. (ذات) نعت لغصون مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، و (أو قال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.