الأسماء المبهمة إذا أضيفت إلى الجمل فإنها ـ من حيث الإعراب والبناء ـ تعامل على التفصيل الآتى :
أ ـ إذا كان الظرف ملازما للإضافة إلى الجملة ؛ فإنه يجب فيه البناء على ما بنى عليه ، وهذه الظروف : إذ ، وإذا ، وحيث.
ب ـ إذا كان اسم الزمان المبهم جائز الإضافة إلى الجملة فإنه يرجّح فيه البناء إذا وليه مبنىّ. من ذلك قول النابغة :
على حين عاتبت المشيب على الصبا |
|
وقلت ألمّا أصح والشيب وازع (١) |
يروى بفتح (حين) بالبناء على الفتح ، وبكسره بالجرّ على الإعراب ، حيث الجملة الفعلية (عاتبت) أضيفت إليها الظرف (حين) وهو في محل جرّ ، وقد تصدرت الجملة المضافة إليه بفعل ماض مبنى ؛ فرجح بناء (حين) على الفتح ، وجاز أن ينطق مجرورا بالكسرة.
ومنه قوله تعالى : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) [هود : ٦٦] ، حيث قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة بالكسر على الإعراب. وقرأ نافع والكسائى وأبو جعفر بالفتح على البناء لإضافته إلي مبنى وهو (إذ) (٢).
ومن ذلك قوله تعالى : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) [سبأ : ٥٤]. (بين) نائب فاعل مبني على الفتح فى محل رفع ، وبنى لإضافته إلى مبني وهو ضمير الغائبين (هم).
وقوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] ، بفتح (بين) ، فى قراءة نافع والكسائى وعاصم في رواية حفص عنه ، ومن توجيه الفتح أن (بين) فاعل مبنى
__________________
(١) ينظر : ديوانه ٥١ / المنصف ١ ـ ٥٨ / شرح ابن يعيش ٣ ـ ١٦ / ٨ ـ ١٣٦ / شرح ابن عقيل ٢ ـ ٥٩ / شرح التصريح ٢ ـ ٤٢ / المقرب ١ ـ ٢٩٠.
(٢) ينظر : السبعة ٣٣٦ / إبراز المعانى ٣٤٨ / البحر المحيط ٥ ـ ٢٤٠ / النشر فى القراءات العشر ٢ ـ ٢٨٧ / الإتحاف ٢٠٧.