كتاء بان من رمى كمقدره |
|
... |
وفهم من المثال : لزوم التّاء ، لأنّ «مقدرة» (لا) (١) تتجرّد من التّاء ، فلو كانت التّاء عارضة أبدلت الضّمّة كسرة ، وسلمت الياء ، كما يجب ذلك مع التّجرّد ، نحو «توان» مصدر «توانى» ، أصله «تواني» على وزن «تفاعل» ، لأنّه نظير «تدارك» ، فأبدلت الضّمّة فيه كسرة (٢) ، ولم يبدلوا الياء واوا ، لأنّه ليس في الأسماء المتمكّنة ما آخره واو قبلها ضمّة (لازمة) (٣) ، فلو لحقته التّاء بقي على إعلاله (٤) ، لعروض التّاء نحو «توانية».
الثّالث : أن يبنى من «الرّمي» على نحو «سبعان» اسم مكان (٥) ، فتقول : «رموان» ، لأنّ الألف والنّون لازمتان لهذا ، فلم يحكم لها بحكم المتطرّف (٦) ، لأنّه ألزم للكلمة (٧) من تاء التّأنيث ، وهو ما أشار إليه فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
كذا إذا كسبعان صيّره |
يعني : كذلك يعلّ بالقلب إذا صيّره الباني من «الرّمي» مثل «سبعان».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن يكن عينا لفعلى وصفا |
|
فذاك بالوجهين عنهم يلفى |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٢) أي : أبدلت ضمة النون كسرة ، يعني : ثم استثقلت الضمة أو الكسرة على الياء ، فحذفت ، فالتقى ساكنان ، فحذفت الياء لذلك ، وأما في النصب فتظهر الفتحة ، فهو اسم منقوص. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٤) في الأصل : الإعلاله. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٨٩.
(٥) سبعان : قيل : هو موضع معروف في ديار قيس ، وقيل : هو جبل قبل الفلج ، وقيل : واد شمال سلم ، عنده جبل يقال له : العبد ، أسود ليست له أركان. و «سبعان» في النظم بفتح النون على لغة من أجرى المسمى به مجرى «سلمان» ، ولا يجوز كسر النون على أنه مثنى حقيقة ، وإلا قال : «كسبعين» بالياء ، إلا على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال كلها ، ويعربه بالحركات الظاهرة على النون.
انظر معجم ما استعجم : ٣ / ٧١٩ ، معجم البلدان : ٣ / ١٨٥ ، الجبال والأمكنة : ١٢٥ ، مراصد الاطلاع : ٢ / ٦٩٠ ، اللسان : ٣ / ١٩٢٧ (سبع) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠ ، حاشية الصبان : ٤ / ٣٠٩.
(٦) في الأصل : المتطوف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠.
(٧) في الأصل : الكلمة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠.