.................................................................................................
______________________________________________________
بقي البحث في الشعر والمحاسن ، هل يجوز النظر الى ذلك أم لا؟
الذي عليه الأكثرون المنع ، لعموم قوله تعالى «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ» (١) وهو عام خرج عنه ما وقع عليه الإجماع وتظافرت به الأخبار ، فبقي الباقي على المنع ، ولأنه أحوط.
ورواية الشعر هي رواية عبد الله بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : الرجل يريد أن يتزوّج المرأة فيجوز أن ينظر الى شعرها؟ قال : نعم إنما يريد أن يشتريها بأغلى الثمن (٢).
وأما رواية المحاسن ، فرواية غياث بن إبراهيم عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم السّلام في رجل نظر الى محاسن امرأة يريد أن يتزوّجها؟ قال : لا بأس إنما هو مستام (٣).
ولعل ما ذكره المصنف من الرواية الجامعة لهما إشارة الى ما رواه محمّد بن يعقوب مرفوعا الى عبد الله بن الفضل ، عن أبيه ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قلت له : أينظر الرجل الى امرأة يريد تزويجها ، فينظر الى شعرها ومحاسنها؟ قال : لا بأس بذلك إذا لم يكن متلذّذا (٤).
وهذه الرواية مرسلة ، وغياث بن إبراهيم بتري.
الثانية : يجوز النظر الى أهل الذمة وشعورهنّ ، لأنهنّ بمنزلة الأمة المزوّجة فإنه يجوز النظر إليها وان حرم نكاحها لمكان تزويجها.
والمستند ما رواه محمّد بن يعقوب ، يرفعه إلى السكوني عن أبي عبد الله
__________________
(١) النور : ٣٠.
(٢) الفقيه : ج ٣ ، (١٢٤) باب ما أحل الله عزّ وجلّ من النكاح وما حرم منه ص ٢٦٠ الحديث ٢٤.
(٣) التهذيب : ج ٧ (٣٩) باب نظر الرجل إلى المرأة قبل ان يتزوجها ص ٤٣٥ الحديث ٢.
(٤) الكافي : ج ٥ باب النظر لمن أراد التزويج ص ٣٦٥ الحديث ٥.