«ما» النافية ، ومن ثمّ كان وصف المضاف إليه «أقلّ» في الأشهر ، فعلا أو ظرفا ، لأن أصل النفي دخوله على الفعل ، فلو قلت : أقل رجل ذي جمّة ؛ لم يحسن ، على ما قال الأخفش ، قال أبو علي : ووصفه بنحو : صالح ، أيضا ، لا يجوز في القياس ، قال : ومن جوّز ، فلإعطائه معنى الفعل. ألا ترى أن سيبويه (١) أجاز حكاية نحو : «لبيبة عاقلة» إذا سمّي به ، كالجملة ، (٢)
وفاعل «قلّ» و «قلّما» لا يكون إلا نكرة ، وكذا ما أضيف إليه «أقلّ» لكونه كالمجرور بربّ ، قال أبو علي : أقلّ مبتدأ ، حذف خبره وجوبا ، استغناء بوصف المضاف إليه ، كما حذف خبر ما بعد لولا (٣) ،
وفيما قال نظر ، لأنه لا معنى لقولك : أقل رجل يقول ذلك إلا زيد موجود كما لا معنى لقولك : أقائم الزيدان موجود ؛
قال (٤) : أو نقول : هو مبتدأ لا خبر له ، لأن فيه معنى الفعل ، كما في : أقائم الزيدان ؛
وقال بعضهم : نحو «يقول ذلك» في : أقلّ رجل يقول ذلك إلا زيد : خبر المبتدأ ، و «إلا زيد» بدل من ضمير «يقول» ، وكذا في : أقل رجلين يقولان ذلك إلا الزيدان ، وأقلّ رجال يقولون ذلك إلا الزيدون ، قال (٥) : وإنما ثنّي ضمير يقولان ، وجمع ضمير يقولون لأن أفعل التفضيل ، كما يجيئ في بابه ، إذا أضيف إلى نكرة ، فإن كانت مفردة فهو مفرد ، وإن كانت مثناة ، أو مجموعة ، فهو مثنى أو مجموع ، بخلاف ما إذا أضيف إلى المعرفة ، نحو : أفضل الرجلين ، وأفضل الرجال ؛
__________________
(١) الموجود في سيبويه ج ٢ ص ٦٦ التسمية بعاقلة لبيبة بدون واو ، ولذلك حذفتها وهي موجودة في المطبوعة الأولى.
(٢) أي كما تحكي الجملة ،
(٣) للاستغناء عنه بجواب لو لا
(٤) أي الفارسيّ ،
(٥) أي ذلك البعض صاحب هذا الرأي ،