قوله : «عن ذات مذكورة أو مقدرة» ، ليشمل النوعين : التمييز عن المفرد ، والتمييز عن النسبة ؛
[تمييز المفرد]
[قال ابن الحاجب :]
«فالأول عن مفرد ، مقدار غالبا ، إمّا في عدد ، نحو :»
«عشرين درهما ، وسيأتي ، وإمّا في غيره ، نحو : رطل زيتا»
«ومنوان سمنا ، وعلى التمرة مثلها زبدا ؛ فيفرد ، إن كان»
«جنسا ، إلا أن يقصد الأنواع ، ويجمع في غيره ، ثم إن كان»
«بتنوين أو بنون التثنية ، جازت الاضافة ، وإلا فلا ، وعن»
«غير مقدار نحو : خاتم حديدا ، والخفض أكثر» ؛
[قال الرضى :]
قوله : فالأول ، يعني الذي يرفع الإبهام عن ذات مذكورة ،
قوله : «عن مفرد» ، لفظة «عن» في مثله تفيد أن ما بعدها مصدر لما قبلها وسبب له ، كما يقال : فعلت هذا عن أمرك وعن تقدّمك (١) ، أي أن أمرك سبب لحصوله ، فالتمييز صادر عن المفرد ، أي : المفرد ، لابهامه ، سبب له ، أو عن نسبة في جملة أو شبهها ، أي : النسبة سبب له ، لأنك تنسب شيئا إلى شيء في الظاهر ، والمنسوب إليه في الحقيقة غيره ، فتلك النسبة ، إذن ، سبب لذلك التمييز ؛
وكذا قوله بعد (٢) : ان كان اسما يصح جعله لما انتصب عنه ، أي للاسم الذي صدر
__________________
(١) أي أنك تقدمت إليّ بطلب فعله ؛
(٢) في الفصل التالي لهذا ؛