وقل غاب بدر التّمّ عن أنجم الدجى |
|
وأشرق منهم بعده كلّ آفل |
وما كان إلّا البحر غار وان يرد |
|
سواحله لم يلق غير الجداول |
وهبكم رويتم علمه عن رواته |
|
وليس عوالي صحبه بنوازل |
فقد فاتكم نور الهدى بوفاته |
|
وفر (١) التقى منه ونجح الوسائل |
وما حظّ من قد غرّه نصل صارم |
|
رجا نصره من غمده والحمائل |
ليبك عليه من رآه وإن حوى |
|
هداه (٢) بأيام لديه قلائل |
ويقضي أسا من فاته العمر (٣) عاجلا |
|
برؤيته والفوز في كل آجل |
أسفت لإرجائي قدوم أعزّة |
|
عليه وتسويفي (٤) بعام لقابل |
ولو أنهم فازوا بإدراك مثله |
|
لأزروا على سنّ الصّبي بالأماثل |
فيا لمصاب عمّ سنة أحمد |
|
وباعدها (٥) من كل راو وناقل |
خلا الشام من خير خلت كل بلدة |
|
له من نظير في الحياة مماثل (٦) |
وأصبح بعد الحافظ الدين (٧) مهملا |
|
بلا حافظ يدعو بكاف وناقل |
بعالم (٨) لما أن ثوى قلّ جاهك |
|
ولله لما أن مضى كل خامل |
خلت سنّة المختار من ذبّ ناصر |
|
فأقرب (٩) ما غشاه بدعة جاهل |
نحا للإمام الشافعي مقالة |
|
وأصبح يثني (١٠) عنه كل مجادل |
وأيّد قول الأشعري بسنة |
|
فكانت عليه من أدلّ الدلائل |
وكم قد أبان الحقّ في كل محفل |
|
فأروى مما أروى ظماء المحافل |
__________________
(١) معجم الأدباء : ونور التقى.
(٢) بالأصل «مداه» والمثبت عن معجم الأدباء.
(٣) معجم الأدباء : الفضل عاجلا ... في كل عاجل.
(٤) معجم الأدباء : وتسويف إلى عام قابل.
(٥) معجم الأدباء : وأحرم منها.
(٦) معجم الأدباء : بها من نظير للإمام مماثل.
(٧) معجم الأدباء : العلم شاغرا بلا حافظ يهذي به كلّ باقل.
(٨) روايته في معجم الأدباء :
وكم من نبيه ضل مذ مات جاهه |
|
وقدم لما أن مضى كل خامل |
(٩) معجم الأدباء : فأيسر ما لاقته بدعة جاهل.
(١٠) غير واضحة بالأصل والمثبت عن معجم الأدباء ، وبالأصل «عن» والمثبت «عنه» عن معجم الأدباء أيضا.