الحسن : أمّا الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل. وأمّا المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام.
قال : وأنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدثني سلم (١) بن يزيد ، نا أبو الفضل الرياشي ، نا العتبي ، قال : سأل معاوية بن أبي سفيان الحسن بن علي بن أبي طالب عن المروءة والكرم؟ فقال الحسن بن علي : أما الكرم فالتبرّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل. وأمّا المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس ، وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام.
قال : وأنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدثني عبد الرّحمن بن محمّد الكوفي ، نا العباس بن هشام ، عن هشام بن محمد ، أنا أبو بكر الرفاعي ، عن من حدثه : أن علي بن أبي طالب سأل ابنه الحسن بن علي فقال : يا بني ما السداد؟ قال : دفع المنكر بالمعروف ، قال : فما الشرف؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة قال : فما المروءة؟ قال : العفاف وإصلاح المال.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمّد عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، أخبرني عيسى بن سليمان قال : سأل معاوية [الحسن](٢) ابن عليّ عن الكرم والنجدة والمروءة؟ فقال الحسن : الكرم التبرّع بالمعروف والعطاء قبل السّؤال ؛ وإطعام الطعام في المحل ، وأمّا النجدة : فالذبّ عن الجار ، والصبر في المواطن والإقدام عند الكريهة. وأمّا المروءة : فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدّنس ، وقيامه بضيفه ، وأداء الحقوق وإفشاء السّلام.
قال : ونا الأصمعي ، نا عيسى بن سليمان ، عن أبيه ، قال : قال معاوية يوما في مجلسه إذا لم يكن الهاشمي سخيا لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الزّبيري شجاعا لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومي تائها لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه حسبه.
__________________
(١) في المطبوعة : مسلم بن يزيد.
(٢) الزيادة للإيضاح.