فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال : والله ما أراد الحق ولكنه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم ويحتاجون إليه ، ويغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ، ويغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ، ويغري بني أميّة بالحلم فيحبهم الناس (١).
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر بن المرزبان ، أخبرني أبو يعقوب النّخعي ، حدثني الحرمازي ، قال : خطب الحسن بن علي بالكوفة فقال : اعلموا يا أهل الكوفة أن الحلم زينة ، والوفاء مروءة والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، ومجالسة أهل الدناءة شين ، ومخالطة أهل الفسوق ريبة (٢).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أبو عمرو بن السمّاك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو غسان ، نا مسعود بن سعد ، أنا يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، عن شرحبيل أبي (٤) سعد قال : دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه فقال : يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم توشكوا (٥) أن تكونوا كبار آخرين فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمر ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، نا مطّلب بن زياد أبو محمد ، نا محمّد بن أبان ، قال : قال الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه : تعلّموا فإنكم صغار قوم اليوم وتكونوا كبارهم غدا ، فمن لم يحفظ منكم فليكتب.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل ، قال : سمعت عمر بن محمّد بن سمعان يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد المملكي يقول : أنشدني علي بن
__________________
(١) ثمار القلوب للثعالبي ص ٩٠.
(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٦٣ وفيه : والوقار مروءة.
(٣) بالأصل «المرزقي» ومثله في المطبوعة وفيهما جميعا خطأ والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى المزرفة :
قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب).
(٤) بالأصل «أبو» وهو شرحبيل بن سعد ، أبو سعد المدني ، مولى الأنصار ، تقريب التهذيب.
(٥) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : يوشك.