عبادة كالتفكر ، ولا إيمان كالحياء والصبر. وآفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان ، وآفة الحلم السّفه ، وآفة العبادة الفترة ، وآفة الظرف الصلف ، وآفة الشجاعة البغي ، وآفة السّماحة المن ، وآفة الجمال الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر» [٣٢٦٩].
يا بني لا تستخفّنّ برجل تراه أبدا فإن كان أكبر منك فعدّ أنه أبوك ، وإن كان مثلك (١) فهو أخوك ، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك.
فهذا ما ساءل علي بن أبي طالب ابنه الحسن عن أشياء من المروءة وأجابه الحسن ، واللفظ لرواية ابن كادش وزاد : قال : قال القاضي أبو الفرج (٢) : في هذا الخبر من جوابات الحسن أباه عما ساءله عنه من الحكمة وجزيل الفائدة ما ينتفع به من راعاه وحفظه ، ووعاه وعمل به ، وأدّب نفسه بالعمل عليه ، وهذبها بالرجوع إليه ، وتتوفر فائدته بالوقوف عنده. وفيما رواه في أضعافه أمير المؤمنين رضياللهعنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ما لا غنى بكل لبيب عليم ومدره حليم عن حفظه وتأمّله ، والمسعود من هدي لتقبّله ، والمحدود من وفّق لامتثاله (٣) وتقبّله.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن بن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن موسى ، نا محمّد بن الحارث ، عن المدائني ، قال : قال معاوية للحسن بن علي بن أبي طالب : ما المروءة يا أبا محمّد؟ فقال : فقه الرجل في دينه وصلاحه ، وإصلاح معيشته وحسن مخالقته (٤). قال : فما النجدة؟ قال : [الذبّ عن الجار ، والإقدام على الكريهة والصبر على النائبة. قال : فما الجود؟ قال :](٥) التبرّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل.
أخبرنا أبو نصر (٦) أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور ـ وليس بالرمادي ـ أنا العتبي قال : سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والمروءة؟ فقال
__________________
(١) الجليس الصالح : في مثل عمرك.
(٢) هو المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(٣) عن الجليس الصالح وبالأصل «لأمثاله».
(٤) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ٣٢ والترجمة المطبوعة ص ١٦٥.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر والمطبوعة.
(٦) بالأصل «نصير» والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤١٠).