١٣١٣ ـ الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسّن
ابن عثمان بن الحسن بن أبي الحسين بن سعيد
أبو محمد الأنصاري البعلبكي. المعروف بابن بريك
ذكر لي أنه من ولد النعمان بن بشير ، قدم دمشق غير مرة وتصرف في وقف الجامع وعاد إلى بعلبك وبها لقيته أول مرّة وأنشدني لنفسه :
أحنّ إليكم كلما هبت الصّبا |
|
وأسأل عنكم كل غاد ورائح |
وأذكر ذاك المورد العذب منكم |
|
فيغلبني ماء الجفون القرائح |
وكم لي منكم أنّة بعد زفرة |
|
تهيج وجدا كامنا في جوانحي |
كأنّ فؤادي من تذكّر ما مضى |
|
بقربكم تغتاله كفّ جارح |
وأنشدني أيضا لنفسه :
قابل البلوى إذا |
|
حلّت بصبر ومسرّة |
فلعل الله أن يوليك |
|
بعد العسر يسره |
كم عهدنا نكبة حلّت |
|
فولّت بعد فتره |
لن ينال الحازم الندب |
|
منى نفس بقدره |
لا ولا يدفع عنه |
|
من صروف الدهر ذره |
كلّ يوم آب من دنياك |
|
بؤس ومضرّه |
واللّيالي ناتجات |
|
للورى همّا وحسره |
وأنشدني لنفسه أيضا :
بقلبي داء من فراق الحبايب |
|
أمرّ مذاقا من هجوم المصائب |
وفي كبدي من لوعة البين حرقة |
|
لها في الحشا وخز كلذع العقارب |
أثارت لي الوجد الذي لا يزيله |
|
ورود المنايا بعد ضنك المصاعب |
فهل لفؤادي من جوى البين راحة |
|
أبرد أشجاني بها ومشاربي |
تجهز وفد البين نحوي وخيّمت |
|
مضاربه بين اللها والكواتب |
كأن صروف الدهر لم تلق منزلا |
|
تحل به غيري فحلّت بجانبي |
فأصبحت من وشك الفراق وبينهم |
|
من السّقم أخفى من دبيب بحاجب |
سميري إذا ما الليل أرخى جرانه |
|
لما بي من وجد مسير الكواكب |