(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يوم القيامة ، فيجازي كلّا على قدر عمله. وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم بالتاء ، على الالتفات للتهديد.
(وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ) كما زعموا أنّهم شفعاؤهم عند الله. وهي مسألة الطالب العفو عن غيره وإسقاط العقاب عنه. (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِ) وهو توحيد الله (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وهو يعلم ما يشهد به عن بصيرة وإخلاص.
وتوحيد الضمير ثمّ جمعه باعتبار اللفظ والمعنى. والاستثناء متّصل إن أريد بالموصول كلّ ما عبد من دون الله ، لاندراج الملائكة والمسيح فيه. ومنفصل إن خصّ بالأصنام.
روي : أنّ النضر بن الحارث ونفرا من قريش قالوا : إن كان ما يقوله محمد حقّا فنحن نتولّى الملائكة ، وهم أحقّ بالشفاعة لنا منه. فنزلت الآية.
فالمعنى : أنّهم يشفعون للمؤمنين بإذن الله. وفيه دلالة على أنّ حقيقة الإيمان هو الاعتقاد بالقلب والمعرفة.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) سألت العابدين ، أو المعبودين (مَنْ خَلَقَهُمْ) من أخرجهم من العدم إلى الوجود (لَيَقُولُنَّ اللهُ) لتعذّر المكابرة فيه من فرط ظهوره (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) فكيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره؟! (وَقِيلِهِ) وقول الرسول. عن الأخفش : أنّ نصبه للعطف على (سِرَّهُمْ) (١) أي : أم يحسبون أنّا لا نسمع قوله. وعنه أيضا : أنّه منصوب بإضمار فعله ، أي : وقال قيله. وعن الزجّاج : أنّه معطوف على محلّ (السَّاعَةِ) (٢) كما تقول : عجبت من ضرب زيد وعمرا. وجرّه عاصم وحمزة عطفا على لفظ «الساعة». (يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ).
قال صاحب الكشّاف بعد نقل هذه الأقوال : «والّذي قالوه ليس بقويّ في
__________________
(١) الزخرف : ٨٠ و٨٥.
(٢) الزخرف : ٨٠ و٨٥.