رَبِّكُما تُكَذِّبانِ» : لا بشيء من آلائك يا ربّ أكذّب ، وكلّ الله به ملكا إن قرأها في أوّل الليل يحفظه حتّى يصبح ، وإن قرأها حين يصبح وكّل الله به ملكا يحفظه حتّى يمسي».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (٤) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣))
ولمّا ختم الله سبحانه سورة القمر باسمه ، افتتح هذه السورة أيضا باسمه ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الرَّحْمنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ) لمّا كانت هذه السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيويّة والأخرويّة ، صدّرها بالرحمن. ثمّ أراد أن يقدّم أوّل شيء ما هو أسبق قدما من ضروب آلائه وأصناف نعمائه ، وهي نعمة الدين ، فقدّم من نعمة الدين ما هو في أعلى مراتبها وأقصى رواتبها ، وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه ، لأنّه أعظم وحي الله رتبة ، وأعلاه منزلة ، وأحسنه في أبواب الدين