وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤))
(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ) وقرأ نافع : نحشر ، بالنون المفتوحة وضمّ الشين ، ونصب «أعداء». (فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس أوّلهم على آخرهم لئلّا يتفرّقوا. وهو عبارة عن كثرة أهل النار.
(حَتَّى إِذا ما جاؤُها) إذا حضروها. و «ما» مزيدة لتأكيد اتّصال الشهادة بالحضور. (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) بأن ينطقها الله ، أو يظهر عليها آثارا تدلّ على ما اقترف بها ، فينطق بلسان الحال.
(وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) سؤال توبيخ أو تعجّب. ولعلّ المراد بالجلود النفس الحيوانيّة. (قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) أي : ما نطقنا باختيارنا ، بل أنطقنا الله الّذي أنطق كلّ شيء. أو ليس نطقنا بعجب من قدرة الله الّذي أنطق كلّ حيّ. ولو أوّل الجواب والنطق بدلالة الحال بقي الشيء عامّا في الموجودات الممكنة. (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يحتمل أن يكون تمام كلام الجلود ، وأن يكون استئنافا.