لتتزيّنوا بها.
(وَلَهُ الْجَوارِ) السفن الجارية في الماء بأمر الله (الْمُنْشَآتُ) المرفوعات الشرع ، أو المصنوعات. وقرأ حمزة وأبو بكر بكسر الشين ، أي : الرافعات الشرع ، أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهنّ ، أو ينشئن السير. (فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) كالجبال. جمع علم ، وهو الجبل الطويل.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) من خلق موادّ السفن ، والإرشاد إلى أخذها ، وكيفيّة تركيبها وإجرائها في البحر ، بأسباب لا يقدر على خلقها وجمعها غيره.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٨) يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠))
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها) على الأرض من الحيوانات أو المركّبات. و «من» للتغليب. ولم يذكر مرجع الضمير لكونه معلوما ، كقولهم : ما بين لابتيها ، أي : لابتي المدينة.
(فانٍ) يفنون ويخرجون من الوجود. والتوحيد باعتبار لفظة «كلّ».
(وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) ذاته. والوجه يعبّر به عن الجملة والذات ، باعتبار أنّ ذات الشيء يعرف بوجهه. ومساكين مكّة يقولون : أين وجه عربيّ كريم ينقذني من الهوان؟ (ذُو الْجَلالِ) ذو العظمة والكبرياء بحيث لا يحيط بكنهه ما سواه. أو ذو الاستغناء المطلق. أو الّذي يجلّه الموحّدون عن التشبيه بخلقه ، وعن أفعالهم. أو الّذي يقال له : ما أجّلك. (وَالْإِكْرامِ) ذو الفضل العامّ. أو الّذي يقال له : ما أكرمك.
وقيل : معنى جلاله وإكرامه : من عنده الجلال والإكرام للمخلصين من أنبيائه