مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦))
ولمّا ختم الله سبحانه سورة الزخرف بالوعيد والتهديد ، افتتح هذه السورة أيضا بمثل ذلك في الإنذار بالعذاب الشديد ، فقال :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) القرآن. والواو للقسم إن جعلت «حم» تعديدا للحروف ، أو اسما للسورة ، مرفوعا على خبر الابتداء المحذوف. وللعطف إن كانت «حم» مقسما بها. والجواب قوله : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) أي : في ليلة القدر. وقيل : هي ليلة النصف من شعبان. ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة ، وليلة البراءة ، وليلة الصكّ ، وليلة الرحمة. وقيل : في تسميتها بها : إنّ البندار ـ أي : من في يده الخراج ـ إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة ، كذلك الله عزوجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة.
ومعنى إنزال القرآن فيها : أنّ الله سبحانه ابتدأ فيها إنزاله ، أو أنزل فيها جملة