.................................................................................................
______________________________________________________
والشعرتان عليه الإطعام على مسكين ، وإن لم يكن متعمداً في إسقاط الشعر وإزالته.
وبإزاء هذه الروايات روايتان :
الاولى : ما رواه الشيخ بسنده عن جعفر بن بشير والمفضل بن عمر على نسخة الوسائل والتهذيب قال «دخل الساجبي (الساجي) على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : ما تقول في محرم مسّ لحيته فسقط منها شعرتان؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : لو مسست لحيتي فسقط منها عشر شعرات ما كان عليّ شيء» (١) والرواية بناءً على نسخة الوسائل والتهذيب الجديد صحيحة حتّى على القول بضعف المفضل فإنّ الراوي عن الصادق (عليه السلام) شخصان : أحدهما جعفر بن بشير وهو ثقة بالاتفاق ، ولا يضر ضعف الراوي الآخر ، ولكن في الوافي روى عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر (٢) ، فتكون الرواية ضعيفة لضعف المفضل عند المشهور ، والظاهر أن ما في الوافي هو الصحيح كما في الاستبصار الجديد ج ٢ ص ١٩٨ (٣) لأن جعفر ابن بشير من أصحاب الرضا (عليه السلام) ومات في سنة ٢٠٨ ، ولم يكن له رواية عن الصادق (عليه السلام) إلّا رواية واحدة ، ولو كان من أصحاب الصادق (عليه السلام) لم تكن روايته منحصرة بالواحدة ، بل من المطمأن به أن تلك الرواية الواحدة فيها إرسال للفصل الكثير بينه وبين الصادق (عليه السلام) بستّين سنة ، فانّ الصادق (عليه السلام) توفي في سنة ١٤٨ ، وجعفر بن بشير في سنة ٢٠٨.
ويؤيّد ما في الوافي أنّه لو كان الراوي عن الإمام (عليه السلام) جعفر والمفضل معاً لذكر في الرواية «قالا دخل الساجبي» لا «قال» بالإفراد ، ولكن الرواية عندنا موثقة على كل حال ، لأنّ المفضل ثقة على المختار ، بل من الأجلاء ، وإليه ينسب الكتاب المعروف بتوحيد المفضل الّذي عبّر عنه النجاشي بكتاب فكّر (٤) ، وقلنا بأن كلام
__________________
(١) الوسائل ١٣ : ١٧٢ / أبواب بقية كفارات الإحرام ب ١٦ ح ٧. التهذيب ٥ : ٣٣٩ / ١١٧٣.
(٢) الوافي ١٢ : ٦٤٦ / ١٢٨٣٣.
(٣) الإستبصار ٢ : ١٩٨ / ٦٧١.
(٤) رجال النجاشي : ٤١٦ [١١١٢].