وتركه مع الاعتراف بثبوته معصية كبيرة (١) كما أنّ إنكار أصل الفريضة إذا لم يكن مستنداً إلى شبهة كفر (٢)
______________________________________________________
أشياء : على الصّلاة والزّكاة والحجّ والصّوم والولاية» (١).
وفي صحيح البخاري قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «بُني الإسلام على خمس : شهادة أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة والحجّ وصوم رمضان» (٢) ونحوه في صحيح مسلم.
(١) بل من أعظم الكبائر لأنّه من أهمّ الواجبات الإسلاميّة ، وكما قدّمنا من الدعائم الخمس الّتي بني عليها الإسلام ، فحكم تارك الحجّ عمداً حكم تارك الصّلاة والزّكاة في الإثم واستحقاق العقاب. ويستفاد ذلك أيضاً من بعض النصوص الواردة في عدّ الكبائر (٣). كما وقد صرّحت بعض الأخبار الواردة في تسويف الحجّ «أنّه من مات ولم يحجّ حجّة الإسلام فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً» (٤).
(٢) لأنّه يستلزم حينئذ إنكار النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) وتكذيبه ، وأمّا إذا كان إنكاره مستنداً إلى شبهة بحيث لا يوجب إنكار النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) فلا يوجب الكفر ، لما ذكرنا في كتاب الطّهارة أنّ إنكار الضروري بنفسه ما لم يرجع إنكاره إلى إنكار النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) لا يوجب الكفر ، وقد قلنا هناك إنّ الإسلام متقوم بأُمور ثلاثة بها يمتاز المسلم عن الكافر ، وهي الشهادة بالوحدانيّة والشهادة بالرسالة والاعتقاد بالمعاد ، وليس إنكار الضروري منها (٥).
وقد يستدل على كفر منكر الحجّ بوجهين :
__________________
(١) الوسائل ١ : ١٣ / أبواب مقدّمة العبادات ب ١ ح ٢.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٨ / كتاب الإيمان ، صحيح مسلم ١ : ٧٢ / كتاب الإيمان ب ٥ ح ١٩.
(٣) الوسائل ١٥ : ٣١٨ / أبواب جهاد النفس ب ٤٦ ح ٢.
(٤) الوسائل ١١ : ٢٩ / أبواب وجوب الحجّ ب ٧ ح ١.
(٥) راجع شرح العروة ٣ : ٥٣.