بسم الله الرحمن الرحيم
[الحسين (عليه السّلام) في المدينة]
[وصيّة معاوية] (١)
ذكر الطبري في تاريخه ٥ / ٣٢٢ : ثمّ دخلت سنة ستّين ... وفيها كان آخذ معاوية على الوفد الذين وفدوا إليه مع عبيد الله بن زياد ، البيعة ليزيد حين دعاهم إلى البيعة ... وكان عهده الذي عهد ، ما ذكره هشام بن محمّد ، عن أبي مِخْنف قال : حدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة :
إنّ معاوية لمّا مرض مرضته التي هلك فيها دعا يزيد ابنه (٢) ، فقال : يا
_________________
(١) معاوية بن صخر بن حرب بن اُميّة بن عبد شمس ، وُلد قبل الهجرة بخمس وعشرين سنة ٥ / ٣٢٥ ، وقاتل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع أبيه أبي سفيان في حروبه ، ثمّ أسلم مع أبيه عام الفتح سنة ثمانية من الهجرة ، فجعله النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأباه على المؤلّفة قلوبهم ٣ / ٩٠ ، واستعمله عمر على الشام ٣ / ٦٠٤ ، فكان عليها حتّى قُتل عثمان فطالب بدمه أمير المؤمنين عليّاً (عليه السّلام) ، وحاربه على ذلك في صفّين حتّى قُتل أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فحارب الحسن بن علي (عليه السّلام) حتّى صالحه في جمادى الأولى سنة (٤١ هـ) ، فسُمّي : عام الجماعة. فوُلي تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر إلاّ أيّام ، ثمّ مات لهلال رجب سنة ستّين ، وهو ابن خمس والثمانين عاماً على ما ذكره الطبري عن الكلبي عن أبيه ٥ / ٣٢٥.
(٢) وّلد سنة (٢٨ هـ) ، واُمّة : ميسون بنت بجدل الكلبي ، ودعا معاوية النّاس إلى بيعته بولاية العهد من بعده سنة (٥٦ هـ) ، وفي سنة (٥٩ هـ) ، أخذ البيعة من الوفود وولي الأمر في هلال رجب سنة (٦٠ هـ) ، وهو ابن اثنين وثلاثين سنة وأشهر. ومات لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة (٦٤ هـ) في حوّارين ٥ / ٤٩٩ ؛ فتكون مدّة ملكه ثلاث سنين وثمانية أشهر و ١٤ يوماً ، وعمره ٣٦ عاماً.
وسنُعلّق فيما يأتي على وجود يزيد عند أبيه حين موته ، وقد وافق على وجوده عنده سبط ابن الجوزي في تذكرته / ٢٣٥. ورواه الشيخ الصدوق في أماليه مُسنداً إلى الإمام علي بن الحسين (عليه السّلام). وقد نقل الخوارزمي في مقتله / ١٧٧ ، عن أحمد بن الأعثم الكوفي المتوفّي سنة (٣١٤ هـ) : إنّه كان حاضراً ثمّ غاب للصيد ، ثمّ لمْ يحضر إلاّ بعد ثلاثة أيّام ، ثمّ دخل القصر فلمْ يخرج منه إلاّ بعد ثلاث. فلعلّه كان كذلك ، أو لعلّه كانت لمعاوية وصيّتان : الأولى مع حضور يزيد والثانية في غيبته بواسطة الرجلين الآتي ذكرهم ؛ ومن هنا كان الاختلاف بين الوصيّتين.